ويشير التقرير، إلى أن الملك سلمان تحرك يوم الخميس لتقوية سلطة ابنه ولي العهد، واحتواء تداعيات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول.
وتلفت الصحيفة وفق ما نقل عنها "موقع عربي21" إلى أن الملك سلمان منح حلفاء ولي العهد مناصب، وأحاطه بمسؤولين من أصحاب الخبرة، ففي سلسلة من المراسيم، قام الملك البالغ من العمر 83 عاما بترفيع المقربين الموثوقين من محمد بن سلمان، الذي توصلت الاستخبارات الأمريكية إلى أن احتمال أمره بقتل خاشقجي عال، وهو ما تنفيه الحكومة السعودية.
ويذكر التقرير أن الملك عين الأمير عبدالله بن بندر، المقرب من ولي العهد، رئيسا للحرس الوطني، وفي الوقت ذاته وضع المسؤولين السعوديين الكبار في مواقع مهمة، مثل تعيين وزير المالية السابق إبراهيم العساف، مكان عادل الجبير، الذي خفض رتبته لمجرد وزير دولة.
وتفيد الصحيفة بأن الملك سلمان يؤدي دورا ناشطا منذ عملية الاغتيال، حيث سمى مسعد العيبان مستشارا للأمن القومي، وهو من التكنوقراط الذي يركز على الأمن والسياسة، وصعد موقعه منذ اغتيال خاشقجي.
ويجد التقرير أن التغييرات تكشف عن ملك يدعم ولي عهده، رغم النقد الواسع الذي تعرضت له المملكة في أعقاب قتل خاشقجي، مشيرا إلى أن ترفيع كل من العيبان والعساف جاء نتيجة رغبة من الملك بتعزيز موقع ولي عهده بمسؤولين من أصحاب الخبرات، بعد سلسلة من القرارات المتهورة، بما فيها قتل خاشقجي.
وتنقل الصحيفة عن المحللة المتخصصة في شؤون الشرق الأوسط في مؤسسة "راند" بيكا واسر، قولها: "على السطح يبدو أن الكثير قد تغير، إلا أن التغييرات مجرد عرض، وما بقي هو أن (أم بي أس) وطد سلطته بشكل قوي"، وأضافت: "لا يحاول الملك سلمان إضعاف سلطة (أم بي أس) لكن تقويته بإحاطته بمستشارين من الجيل القديم".
وينوه التقرير إلى أن دور مستشار الأمن القومي، الذي أعيد إحياؤه، يعطي العيبان دورا مهما في قضايا الأمن أكثر من سابقه، لافتا إلى أنه من المتوقع أن يساعد العيبان بدوره الجديد "أم بي أس"، الذي يشغل منصب وزير الدفاع، ويقود الحرب في اليمن.
وتشير الصحيفة إلى أن السعودية لا تزال تواجه انتقادات بسبب مقتل خاشقجي وحرب اليمن، ففي بداية الشهر الحالي أقر مجلس الشيوخ قرارين، حمل الأول محمد بن سلمان مسؤولية قتل خاشقجي، فيما دعا الثاني لوقف أشكال الدعم الأمريكي للحرب في اليمن كلها، لافتة إلى أن التداعيات الدولية لجريمة القتل، أدت إلى جعل مسألة الحفاظ على العلاقات السعودية مع إدارة ترامب أولوية للمملكة وولي العهد.
ويبين التقرير أن كلا من العساف والعيبان اختيرا أعضاء في لجنة عينها الملك برئاسة ابنه، لإعادة تشكيل القوى الأمنية بعد مقتل خاشقجي.
وتلفت الصحيفة إلى أن محمد بن سلمان صعد إلى السلطة دون منافسة؛ وذلك بسبب دعم والده له، مستدركة بأنه حكم باندفاع وتهور، وتجاوز مؤسسات الحكم.
ويجد التقرير أنه في الوقت الذي سمحت له السلطة المطلقة لاتخاذ قرارات جريئة، مثل رفع الحظر عن قيادة المرأة للسيارة، إلا أنها وضعته في وضع خطير، مثل قرار حصار قطر، والمشاجرة مع كندا، واختطاف رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري.
وترى الصحيفة أن بعض التعيينات تكشف عن رغبة في إدخال رقابة وتوازن على صناعة القرار، لافتة إلى أن الجبير الذي سيعمل في الخارجية كان سفيرا للمملكة في واشنطن، وهو معروف في الأوساط الدبلوماسية، وحاز على سمعة المدافع عن سياسات المملكة.
وتختم "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن الجبير قدم استقالته للملك بعد مقتل خاشقجي لكنه رفضها، وذلك بحسب شخص مطلع، فيما كان من المتوقع تولي منصب مستشار الأمن القومي الأمير خالد بن سلمان، السفير في واشنطن، الذي أنكر في البداية مقتل خاشقجي، وزعم أنه خرج من القنصلية بعد فترة من دخولها.