مستغلين احتفال العالم بأعياد الميلاد وامتلاء الساحات والميادين بالمحتفلين، الأمر الذي يمثل فرصة كبيرة لشن هجمات الدهس التي اشتهر بها التنظيم في السنوات الماضية.
وبالتوازي مع تنفيذ تلك الأعمال الإرهابية، دشَّن التنظيم حملة أخرى تستهدف نشر الرعب والخوف في العالم أجمع عبر نشر رسائل التحذير والوعيد وبث الرعب والخوف من الاحتفال بأعياد الميلاد، حيث نشر أحد الحسابات التابعة للتنظيم: "يا أنصار الخلافة ها هي أعياد الصليبيين تقترب فلذلك ندعوكم لإرهابهم على موقع الفيسبوك، أَرْهِبوهم وأَرْعِبوهم لدرجة تجعلهم لا ينزلون إلى شوارعهم للاحتفال بعيد ميلاد الذي عبدوه من دون الله"، وحدد الحساب الداعشي عددًا من أهداف هذه الحملة.
وأضاف المرصد أنه "خلال المتابعة المستمرة لإصدارات التنظيم وكتاباته وفيديوهاته التي ينشرها عبر منصاته الإعلامية المتعددة؛ توصل إلى عدد من المنشورات والكتابات والفيديوهات التي أعدها التنظيم وأطلقها لحث التابعين والمناصرين له لاستغلال أعياد الميلاد في تنفيذ الأعمال الإرهابية ونشر الرعب وجذب وسائل الإعلام إلى خطورته مرة أخرى بعد أن فقد جُلَّ قدراته خلال العام 2018.
وتمثل التجمعات البشرية الكبيرة فرصة مناسبة لهجمات الدهس باستخدام السيارات الكبيرة والمتوسطة، التي توقع عددًا هائلًا من الضحايا والمصابين وتنشر الرعب بين سكان تلك الدول، ففي تموز 2016 دهس شاب تونسي ينتمي لتنظيم "داعش"، باستخدام شاحنة كبيرة، حشودًا تجمعوا للاحتفال بيوم الباستيل؛ ما أسفر عن مقتل 86 شخصًا وإصابة العشرات قبل إطلاق النار عليه، وفي كانون الاول من العام نفسه شهدت برلين استهدافًا لسوق أعياد الميلاد من قِبل مهاجم يقود شاحنة تم سرقتها، ما أسفر عن مصرع 12 شخصًا وإصابة أكثر من 50 آخرين.
وشدد المرصد على "ضرورة بذل كل الجهود الأمنية والاستخباراتية لمنع هجمات الدهس والطعن خلال أعياد الميلاد، كونها تمثل طوق النجاة للتنظيم للعودة إلى واجهة الإرهاب العالمي مرة أخرى بعد أن توارى خلال السنتين الماضيتين، إضافة إلى كون تلك الأعمال تسهم بشكل فعال في توجيه دفعة المتطرفين حول العالم نحو تنظيم داعش بعد أن شهد التنظيم موجات متلاحقة من الهزائم والانشقاقات والفرار، والتي أثرت على قدراته وقوته بشكل كبير وجعلت الكثير من المحللين والمراقبين يتوقعون أن العام الجديد سيشهد نهاية التنظيم الأكثر دموية في التاريخ"