عميد الأَسرى المُحرّرين، سمير القنطار، ثلاث سنوات مرّت على اغتياله، بعدَ أن أمضى ثلاثة عقود من المقاوَمةِ بدأها في الرابعة عشرة من عمره وختمها في الثالثة والخمسين بالشهادة. غارةٌ إسرائيليّةٌ استهدفت مكانَ تواجده في مدينةِ جرمانا السوريّة، إذ كان يتولّى مهاماً مرتبطةً بجبهة الجولان المحتلّة على مشارف فلسطينِ المحتلّة، التي لطالما كان يحلم بالعودةِ إليها. عبارته الشهيرة "إنّني لم أعد من فلسطين إلّا لكي أعود إليها"، قالها لحظةَ خروجِهِ من مُعتقلِهِ، فكان له ما أراد، وحقّق حلمه بالشهادة، لكنّه لطالما أحبّ أنْ يسقطَ على ترابِ فلسطين فيروي ترابها بدمِهِ الذي نزفَ على شاطئِها قبلَ 30 عاماً.
وتحت شعار "شهيد على طريق القدس"، يتمُّ إحياء ذكرى اغتيال القنطار بسلسلة احتفالات هذا العام، تأكيداً على دورِ القنطار النضاليّ من أجلِ فلسطين، وهذا ما عبّر عنه الناشطون من خلال مواقع التواصل الاجتماعيّ، التي غصّت بصورِ «عاشق فلسطين» مرفقةً بالتغريدات والمنشورات، التي استحضرت القنطار في ذكرى اغتياله الثالثة.
خداج
يعتبر مقرّرُ تيّار المجتمع المدنيّ المُقاوِم خالد خداج، في تصريحٍ، أنَّ "سمير القنطار برمزيّته منارةٌ على تلالِ التحرّر الوطنيّ، لا سيّما على ساحة فلسطين، إذ شاهدنا مؤخّراً انتصارَ المُقاوَمةِ في غزّة وحركة الانتفاضة والعمليّات البطوليّة في الضفّةِ الغربيّة، ما يعني فعليّاً عودة روح المُقاوَمة وسقوط كلّ المؤامرات من (كامب دايفد) وصولاً إلى (اتّفاق أوسلو) و(وادي عربة)".
ويضيفُ خداج: "نحنُ أمامَ مشهدٍ فلسطينيٍّ جديدٍ يتكاملُ ويتطوّر، وما نشهده في فلسطين وجنوب لبنان، يدلّلُ بقوّةٍ على مدى فشل كيان الاحتلالِ وتعثّره وعدم قدرةِ هذا الكيانِ على الدخولِ في أيّة مواجهةٍ، ونراه يبحثُ عن الذرائع، وفي هذا السياق تأتي عمليّةُ الحديثِ عن الأنفاقِ على الحدود، وهذا مؤشرٌ حقيقيّ على أنَّ محورَ المقاوَمةِ بات يمتلكُ زمامَ المبادرةِ وليس العدوّ من يُقرّر هذا الأمر"، بحسب قوله.
ويرى خداج أنَّ خيارَ سمير القنطار ومشروعه ينتصرُ رغمَ الصعوبات، وفي ظلِّ الحربِ العالميّةِ التي تستهدفُ سورية والمنطقة ومحور المقاوَمة، لكنّنا نشهدُ ظواهر عدّة تؤكّدُ أنَّ قضيّةَ سمير القنطار تنتصر، وعلى رأسِها الانسحاب الأميركيّ من سورية، وزيارة الرئيسِ السودانيّ إلى دمشق، ويأتي ذلك في ظلِّ تراجعِ مشروعِ النظام العربيّ الرسميّ بقيادةِ السعودية، وكلُّ هذه المؤشّرات تصبُّ في خانةِ انتصارِ خيارِ سمير القنطار ومشروعه، بحسب ما ذكر.
ويختمُ خداج قائلاً: "نحن نؤكّدُ في ذكرى استشهاده الثالثة أنَّ الانتصارَ آتٍ رغمَ الصعوبات، وفي الجبل سيبقى مشروعُ المقاوَمةِ وخيارها موجوداً وفاعلاً في ظلِّ تعاونِ القوى والأحزاب الوطنيّةِ المؤمنةِ بالنضالِ من أجلِ فلسطين وقضيّتها، ونتطلّعُ إلى وحدةِ الموقفِ الوطنيّ من أجلِ المساهمةِ في تحديدِ هويّةِ الجبلِ السياسيّة، ضمنَ رؤيةِ ومشروعِ المقاومة"، بحسب تعبيره.