الشيخ عبد الحسين الشبستري

آزر اسم أعجمي اختلفوا فيه، فمنهم من قال: هو اسم لتارح والد إبراهيم الخليل عليه السلام، وقيل: هو لقب لتارح وقيل: هو اسم عم إبراهيم عليه السلام، وقيل: هو اسم جد إبراهيم عليه السلام لأمه، ومنهم من قال: هو اسم صنم كان فريق من الناس يعبدونه.

ومن معاني آزر: الأعرج ، والمخطئ، والخرف، والقوة، والنصرة.

قال الإمام الصادق عليه السلام: إنَّ آزر كان منجما للفرعون نمرود بن كنعان، وكان من أهل كوثي من أرض بابل في العراق، وكان نجارا ينحت أصناما صغيرة يبيعها لعبدتها.

كان كافلا وراعيا لإبراهيم الخليل عليه السلام، وكان يعطي الأصنام التي كان ينحتها ويصنعها بيده إلى إبراهيم عليه السلام ليبيعها، وكان إبراهيم عليه السلام المؤمن الموحد يعرضها للناس ويقول: من يشتري ما لا يضر ولا ينفعه، فلا يشتريها منه أحد.

ترعرع إبراهيم عليه السلام على الإيمان بالله ووحدانيته، فلما شب وقف في وجه آزر معترضا له على شركه وكفره، وأخذ يسدي له النصح والإرشاد، ويحثه على ترك عبادة الأصنام التي يصنعها بيده، والتوجه لعبادة الله الواحد الأحد، فكان آزر يقابله بالجفاء والغلظة والتهديد، مما حمل إبراهيم عليه السلام على البراءة منه، فتركه وهاجر إلى فلسطين.

وبقى آزر على شركه وكفره حتى مات بحاران عن مائتين وستين سنة، وقيل: عن مائتين وخمسين سنة.

القرآن الكريم وآزر

(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ) الأنعام 74

(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ) التوبة 114

(قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا) مريم 46

(إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا هَذِهِ التَّمَاثِيلُ الَّتِي أَنتُمْ لَهَا عَاكِفُونَ) الأنبياء 52

(إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ) الشعراء 70

(وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ) الشعراء 86

(إذ قال لأبيه وقوم ماذا تعبدون) الصافات 85

(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ إِنَّنِي بَرَاء مِّمَّا تَعْبُدُونَ) الزخرف 26

(إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) الممتحنة 4