ويعد نهر الليطاني من أطول الأنهر اللبنانية، يبلغ طوله 170 كلم، ينبع من غربي بعلبك في سهل البقاع، ويصب في البحر المتوسط شمال مدينة صور، وبدل أن يكون نعمة لأهالي منطقة البقاع تحول إلى نقمة منذ ما يقارب العشر سنوات بسبب تلوثه بمياه الصرف الصحي للقرى التي حولت لمجرى النهر من دون وجود محطات تكرير، بالإضافة إلى النفايات السامة الصناعية والكيميائية التي ترمى من المصانع، نفايات المستشفيات الطبية، ونفايات المسالخ والمطاعم.
وتتزايد الإصابات بمرض السرطان في البلدات والقرى القريبة من نهر الليطاني، لتسجل بلدة حوش الرافقة أكبر عدد إصابات، 44 إصابة أدت إلى وفاة 19 منهم خلال الفترة الماضية.
ومنذ عدة سنوات وأهالي البلدة التي يبلغ عدد سكانها الـ 6 آلاف نسمة يعانون من الكارثة التي فتكت بهم، والدولة غائبة كلياً عن إيجاد حلول لها.
يقول مختار بلدة حوش الرافقة عباس يزبك، إن "أهالي حوش الرافقة منكوبين، لدينا من 15 إلى 20 حالة وفاة بسبب السرطان، ولدينا حوالي 30 إصابة حالياً".
وأضاف: "كنا نروي مزروعات أراضي ألفي دنم من نهر الليطاني، ونشرب منه، اليوم كل الأراضي مجارير، وهذه المجارير تسبب أمراض كثيرة، نحمل مسؤولية تلوث النهر لأصحاب المعامل والوزراء الذين يغطون أصحاب هذه المعامل، والدولة يجب أن ترأف بحالتنا، لا نستطيع الأكل ولا الشرب ولا الخروج من المنزل بسبب التلوث والرائحة الكريهة، منزلي يبعد تقريباً كلم عن نهر الليطاني وأثناء الليل الرائحة تصل إلى منازلنا".
وحمل مختار البلدة مسؤولية انتشار الأمراض للدولة اللبنانية، مشيراً إلى أن هناك أطفال بعمر 5 و 7 سنوات مصابين بالسرطان وسط تكتم شديد من عائلاتهم.
أما عن أنواع السرطان المنتشرة في المنطقة، يقول المختار:" سرطان الرئة، سرطان الكبد، سرطان العظم، سرطان الدم وسرطان الثدي، وسرطان الأمعاء".
وتابع " ليس لدينا مزروعات في البلدة، نحن نعيش على المطر الرباني، نزرع الأرض حنطة فقط ليست بحاجة للري، لا نزرع خضار أو فاكهة أو أشجار مثمرة".
ولفت المختار إلى أن عدة اجتماعات حصلت بين أهالي البلدة والدولة اللبنانية من دون التوصل إلى نتيجة "ناشدنا وزارة الصحة وأقمنا عدة اعتصامات ولكن حتى الساعة لا أحد يرد علينا، الدولة لا تهتم، هناك أشخاص لديهم غطاء من نواب ووزراء وجمعيات. أناشد الدولة بالرأفة بأهالي البلدة، وأن تنظر إلى معاناتنا، بعض أهالي البلدة ليسوا قادرين على شراء أدوية السرطان للعلاج، الشعب يدفع ثمن علاج مرض هذا المرض وليس الدولة اللبنانية".
وتستمر الحملات لناشطين من الحراك المدني والمهتمين بالوضع البيئي، لإنقاذ نهر الليطاني عبر مقاطعة وملاحقة وإقفال كل معمل يساهم في تلوث النهر".