وتردد اسم الشهيد أشرف عاليًا في سماء فلسطين في الشهرين الأخيرين بعد تنفيذه عمليته البطولية في مستوطنة بركان في (7-10-2018 ) وقتل فيها مستوطنين، وتمكن من الانسحاب من المستوطنة بسلام ما أثار جنود الاحتلال أكثر من العملية ذاتها.

حمل أشرف سلاحه ودخل بصمت للمستوطنة المذكورة وبكل هدوء، نفذ عمليته لتبدأ رحلة مطاردة واسعة استخدمت فيها قوات الاحتلال وأجهزته الأمنية كل الوسائل للوصول إليه، وفاقت عمليات الدهم المباشر أكثر من ستين عملية عسكرية، تحول جنود الاحتلال إلى مصدر للاستهزاء وهم يحملون صورة أشرف ليلاً، ويقتحمون المنازل، ويسألون النساء والأطفال عنه.

أيقونة نضال طولكرم

وخلال الشهرين الماضيين تحول منزل أشرف في حارة أبو شيخة لأيقونة نضال في طولكرم؛ حيث دبت روح المقاومة من جديد من كل اقتحام يومي، وشهدت طولكرم منسوبًا مرتفعًا من المواجهات، وبات اسم أشرف حديث كل لسان.

تعرضت عائلة أشرف لتنكيل وضغط غير عاديين؛ فوالده ووالدته تلقيا خبر استشهاده فجر الخميس من خلال قوات الاحتلال داخل سجون الاحتلال التي يقبعان بها منذ أكثر من شهر؛ حيث إن والدته معتقلة في سجن الدامون، ووالده في سجن مجدو، وقد تحول اعتقالهما من وسيلة للضغط على ابنهما إلى وسيلة للانتقام، مع توجيه تهم قاسية ومرعبة بحقهما قد تودي بها لسنوات في سجون الاحتلال بتهمة معرفة نية ابنهما تنفيذ عملية ضد الاحتلال.

لم تترك سلطات الاحتلال حجرًا على حجر في طولكرم إلا ونبشته خلال الشهرين الماضيين، ولم تترك قريبًا أو صديقًا لأشرف لم تعتقله حتى غدت القائمة بالعشرات، وباتت حارة أبو شيخة في النعالوة وحارة مهداوي (أخوال أشرف)، مسرحًا للدهم والاعتقال يوميًّا.

والدا أشرف، السيد وليد أبو شيخة نعالوة، والسيدة وفاء مهداوي، وشقيقته الدكتورة فيروز التي أفرج عنها لاحقًا، وشقيقه أمجد، تعرضوا لتنكيل من نوع خاص، وهي ضريبة تدفعها عائلات المقاومين ظنًّا من الاحتلال أنها بذلك تردع الشبان عن اللحاق بركب المقاومة.

وفي الوقت الذي ردد فيه الشبان الغاضبون اسم أشرف في مسيرة عفوية في شوارع طولكرم وقرب منزله؛ تهامس كثيرون أن شيئًا لم يختلف؛ فقد خلق النموذج وبات أشرف وقبله أحمد جرار ومعهم القادم الجديد صالح البرغوثي، نماذج للشبان في الضفة الغربية تطغى على أي نموذج آخر.