كان للإمام الحسن العسكري(ع) دور كبير في هداية المنحرفين عن الإسلام والتشيع فقد جاء في الأخبار أن أبا العلاء صاعد ابن مخلد النصراني وزير المعتمد اسلم علي يد الإمام العسكري عليه السلام كما أسلم على يده راهب دير العاقول وفي ذلك قصة لطيفة فقد ورد :
ان الإمام العسكري عليه السلام أراد مرة ان يفتصد ، فبعث الى بختيشوع الطبيب طالبا ان يرسل اليه اخص اصحابه عنده ليفصده ، فبعث اليه اعلم تلامذته ، وقال له : « قد طلب مني ابن الرضا من يفصده ، فصر اليه وهو اعلم في يومنا هذا بمن هو تحت السماء ، فاحذر ان لا تعترض عليه فيما يأمرك به » فعلمه له الامام عليه السلام طريقة في الفصد لم يألفها في الطب ، ففصده وقدم له تخت ثياب وخمسين دينارا ، وقال عليه السلام : « خذ هذا واعذرنا وانصرف » فتحير الطالب واستاذه بختيشوع في معرفة ما وصفه الامام عليه السلام في الفصد ، فبعث بخيتشوع تلميذه ومعه كتاب الى راهب دير العاقول ، وكان اعلم النصاري في الطب ، في ذلك الوقت ، فلما قرأ الكتاب طلب منه ان يوافي معه الى سامراء ، فوصلوا الى دار الامام عليه السلام وقد بقي من الليل ثلثه ، ومكث عنده عليه السلام الي الصباح ، ثم خرج الراهب وقد رمى بثياب الرهبانية ، ولبس ثيابا بيضا وقد أسلم ، فقال : « خذ بي الان الى دار استاذك ، قال : فصرنا الى دار بختيشوع ، فلما رآه بادر يعدو اليه ، ثم قال : ما الذي ازالك عن دينك ؟ قال : وجدت المسيح فاسلمت على يده. قال : وجدت المسيح ؟!قال : او نظيره ، فان هذه الفصدة لم يفعلها في العالم الا المسيح ، وهذا نظيره في آياته وبراهينه ، ثم انصرف اليه ولزم خدمته الى ان مات " .
المصدر:كتابات في االميزان