ونقل محرر الموقع ديفد هيرست عن مصادر مطلعة في السعودية أن المجموعة المكلفة بالتعامل مع تداعيات مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي تدرس الترتيب لحدث كبير ومفصلي يجمع بن سلمان ونتنياهو، ويُظهر ولي العهد كقائد صانع للسلام، كما كان يوصف السادات بعد لقاء كامب ديفد أواخر سبعينيات القرن الماضي.
وتضم المجموعة المذكورة، حسب الكاتب، أعضاء في المخابرات السعودية والجيش والإعلام ومسؤولين بوزارة الخارجية، إضافة إلى مستشارين سياسيين.
وقال هيرست إن ثمة اختلافا في الرؤى بين بعض أعضاء هذه المجموعة بشأن مقترح مصافحة ولي العهد لنتنياهو، ونقل في هذا الإطار عن أحد المصادر قوله "البعض أعرب عن قلقه من عواقب هذا الأمر على المستويين العربي والإسلامي".
ولفت الكاتب إلى أن الموقف الحالي للدول العربية من السلام مع "إسرائيل" ينطلق من المبادرة العربية التي أعلن عنها الملك السعودي السابق عبد الله بن عبد العزيز عام 2002 والتي تشترط للاعتراف (بإسرائيل) والتطبيع معها أن تتوصل لسلام مع الفلسطينيين.
غير أن هيرست نبّه إلى أن عددا آخر من أعضاء هذه المجموعة كانوا أكثر تحمسًا لفكرة المصافحة، وهو ما أرجعه المصدر المذكور آنفا إلى اعتقاد هؤلاء بأن القوى السياسية المرتبطة بحركة الربيع العربي، والتي يخشى أن تعترض على هذه الخطوة التطبيعية مع إسرائيل، "متشرذمة" حاليا.
وضربوا كمثال على ذلك غياب أي تحرك في الشارع العربي بعد الزيارات الأخيرة لرياضيين ووزراء إسرائيليين إلى بعض دول الخليج الفارسي.
أما في الداخل السعودي، فإن المصدر الذي نقل عنه هيرست يرى أن هؤلاء المتحمسين يراهنون على استخدام السلطات الدينية لتبرير هذه المصافحة وما ترمز إليه من تطبيع، وبالتالي احتواء ردة فعل الشارع السعودي.
وقال المصدر إن "بن سلمان حريص على هذه الفكرة، فهو من جيل جديد لا يشعر بثقل التاريخ على كاهله، وقد أظهر هذا مرارا وتكرارا، وليس لديه أي تعاطف خاص مع القضية الفلسطينية".
وحسب المصدر ذاته فإن المجموعة المذكورة أوصت في نهاية المطاف بإعطائها مزيدا من الوقت لتحضير الرأي العام، لكن غالبية الأعضاء كانت مؤيدة للفكرة.
ونقل هيرست عن محلل كبير في واشنطن لديه خبرة في سياسة الشرق الأوسط تأكيده هو الآخر أنه سمع الحديث عن مقترح لــ"تغيير قواعد اللعبة" بين بن سلمان ونتنياهو.
وعلق المحلل على ذلك بقوله إن ولي العهد يواجه انتقادات في الكونغرس، من كلا الحزبين، لم يسبق لها مثيل، وقد درس سيناريوهات عدة للتخفيف من حدة الأزمة.
يذكر أن السادات صافح بيغن عام 1978 في اجتماع استضافه الرئيس الأميركي الأسبق جيمي كارتر في منتجع كامب ديفد، لتصبح بذلك مصر أول دولة عربية تعترف بإسرائيل وتوقع اتفاق سلام معها، وهو ما عارضته الدول العربية الأخرى آنذاك، وقد قتل السادات عام 1981.