بدأت النجوم تتشكل بعد وقت قصير من بدء الكون، أي قبل نحو 14 مليار سنة، ومنذ ذلك الحين أصبح توليد النجوم يتم بشكل أكثر كفاءة، حيث تم إنشاء نحو تريليون تريليون نجحم تنتشر في تريليوني مجرة.
وتوصل العلماء الآن للمرة الأولى على الإطلاق إلى كيفية تشكل تلك النجوم، ومقدار الضوء الذي بعثته عبر تلك الحقبة الزمنية الشاسعة، مستخدمين بيانات من منظار (تلسكوب) "فيرمي غاما-راي سبيس تلسكوب" التابع لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا).
يقول عالم الفيزياء الفلكية ماركو أجيلو، المؤلف الرئيسي للدراسة، إن العلماء تمكنوا من قياس الكمية الكاملة للضوء المنبعث من النجوم، والذي أتى في معظمه من النجوم التي تعيش في المجرات، مما وفر لهم "فهما أفضل لعملية التطور النجمية وكسب تفاصيل آسرة عن كيفية إنتاج الكون لمحتواه المضيء".
وأتاحت الحسابات للعلماء التوصل إلى العدد الكلي للفوتونات المنبعثة من النجوم. والتعبير عن هذا العدد صعب جدا، ويعود ذلك جزئيا إلى أنه يعتمد على عدد من المتغيرات. ولكن من الصعب كتابته بسبب وجود العديد من الأصفار. وفي المحصلة، فهناك الرقم أربعة يتبعه 85 صفرا.
ويقول العلماء إنه على الرغم من هذا الكم الهائل من الضوء المنبعث، فإن القليل جدا منه يصل إلينا بخلاف الضوء الذي نراه من شمسنا ومجرتنا، مشيرين إلى أن إضاءة الكون التي تصل إلينا تعادل تقريبا النظر إلى مصباح بقوة 60 واطا في الظلام التام من مسافة أربعة كيلومترات، وهذا لأن الكون شاسع جدا وبعيد.
لكن منظار فيرمي أتاح للباحثين النظر إلى دوامة الضوء الصادرة من النجوم، وعمل حسابات لكمية الضوء الذي تم امتصاصه وبالتالي مقدار الضوء الذي كان موجودا على الإطلاق.
وهذا الاكتشاف الجديد سيتيح للعلماء إلقاء نظرة على البدايات الأولى للكون.