وأضاف الحية في حديث لـ"المركز الفلسطيني للإعلام"، أنّ "الاحتلال الإسرائيلي هو الخطر الأكبر على المنطقة العربية والإسلامية، ويجب إلجامه ووقف عدوانه"، مشيراً إلى استمرار الشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال رغم افتراءاته في الأمم المتحدة.
وتابع: "نحن ماضون ومتمسكون في خيار مقاومة الاحتلال، التي تحتضنها إرادة شعبنا".
وشدد الحية في حديث له، على أن المقاومة الفلسطينية انتصرت رغم البلطجة الأمريكية ومحاولتها قلب الموازين الدولية، مشيدًا بإسقاط المشروع الأمريكي لإدانة المقاومة وحركة حماس في الأمم المتحدة أول من أمس.
وقال: "إن وحدة شعبنا الفلسطيني على خيار المقاومة تحقق إنجازات كبيرة منها إفشال مشروع قرار الإدارة الأمريكية الظالم"، موجهًا الشكر للدول التي رفضت القرار، وقطعت الطريق أمام الاحتلال والإدارة الأمريكية لتجريم المقاومة.
وأضاف: "أرادت الإدارة الأمريكية ومن خلفها الاحتلال أن يقطعوا الطريق على الأخلاق والمثل التي تمتعت بها الجمعية العامة للأمم المتحدة بمساندة الشعوب في حقها بمقاومة الاحتلال بقراراتها التي تؤكد على حق الشعوب المحتلة في مقاومة الاحتلال بكل الأشكال ومنها المقاومة المسلحة".
ولفت إلى أن (إسرائيل) ضجّت من القوانين الدولية، ومن خلفها أمريكا، قائلًا: "أرادت الإدارة الأمريكية بالبلطجة والمال تغيير السلوك الدولي، وقلب الموازين على الشرائع السماوية والقوانين الإنسانية التي يحتكم إليها العالم".
وأشار الحية إلى أن هدف المشروع الأمريكي محاكمة الشعب الفلسطيني على مقاومته الاحتلال عبر سنوات طويلة، ومحاولة محاكمة كل مقاومات الشعوب ضد المحتلين، "وهذا انقلاب على كل معاني الأخلاق والقيم الدولية والإنسانية".
وأضاف أن شعبنا الفلسطيني تصدى للمشروع بالوحدة، في حين تصدت له القوى الدولية المحترمة وأفشلته لتؤكد وجود الخير في العالم.
وقال الحية: "اليوم تنتصر مقاومتنا، ويفشل الاحتلال وأمريكا، ونحن ماضون على خيار مقاومة الاحتلال، ومتسلحون بإرادة شعبنا وبإرثنا التاريخي وإرث الإنسانية، وبالقرارات الدولية والقوانين والشرائع السماوية من قبلها ومن بعدها".
ووجه رسالة إلى الدول التي استجابت للضغط الأمريكي قائلًا: "خسئت الإدارة الأمريكية ومن خلفها الاحتلال، وعار عليكم أن تناصروا الجلاد على الضحية وعلى المظلومين، وألا تنظروا إلى مئات الآلاف من الشهداء والأسرى والجرحى والبيوت والأراضي المدمرة وملايين الفلسطينيين المهجرين في أصقاع الأرض بسبب الاحتلال".
وتابع "عبر 70 عامًا يواصل الاحتلال القتل والتدمير والبطش والإبعاد والتشريد والتهويد للشعب الفلسطيني، وكل ذلك لا يرونه، ويرون مقاومة فلسطينية مشروعة، وللأسف سمعوا إلى كذب وافتراء المندوبة الأمريكية والاحتلال، وما تجرأ أحدهم ليقول إن (إسرائيل) هي التي تخترق المواثيق ولا تحترم المعاهدات".
وشدد على أن إفشال القرار شكل رافعة جديدة للمقاومة الفلسطينية الباسلة، مردفا: "هم أرادوا تجريم المقاومة، لكن ضمير الإنسانية كان لهم بالمرصاد، ونحن ماضون، ومقاومتنا مستمرة حتى نحقق أهداف شعبنا بالحرية والعودة وإنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا".
وحول مسيرة العودة، أكد الحية استمرارها حتى فك الاحتلال الحصار المفروض على قطاع غزة منذ 12 عامًا، مشيرًا إلى أن "شعبنا يدلل اليوم على أصالته واستمرار مسيراته وإصراره على استرجاع حقوقه بكل ما يملك من قوة وأدوات في مقاومة الاحتلال، فرغم الأجواء الباردة عشرات الآلاف زحفت إلى مخيمات العودة".
وجدد تأكيده استمرار المسيرات حتى انتزاع الشعب الفلسطيني حقوقه، قائلًا: "شعبنا ينتزع يوما بعد يوم حقوقه، ونحن على يقين أننا سنصل إلى نهاية الشوط، بعودتنا إلى أرضنا التي اغتصبها الاحتلال، وإقامة دولتنا الفلسطينية".
وأضاف: "هذه المعاني العظيمة للشعب الفلسطيني تأتي في ظل ذكرى انتفاضتنا الأولى انتفاضة الحجارة، وشعبنا الفلسطيني الأعزل استطاع انتزاع بعض حقوقه (..) وما زال مستمرا في الثورة تلو الثورة".
وأكد أن الثورات الفلسطينية التي انطلقت منذ نحو 90 عامًا بثورة البراق والقسام حتى يومنا الحالي، تدلل على أن شعبنا مصمم على نيل حقوقه المشروعة، باحتضانه المقاومة الراشدة، وتوحده في وجه الاحتلال.
وشدد على أن "كل عمل وطني نتوحد خلفه يحقق الإنجازات"، مستدلا على ذلك بـ"الإنجازات الوطنية التي تحققت في الانتفاضة الأولى، وإرغام الاحتلال على الخروج من غزة وبعض مستوطنات الضفة الغربية في الانتفاضة الثانية".
وقال: "اليوم وبمسيرات العودة نرغم الاحتلال على التخفيف وفكفكة الحصار عن غزة"، مؤكدًا أنه وباستمرار المقاومة الراشدة الموحَّدة والموحِّدة لشعبنا سننتزع حقوق الشعب الفلسطيني كاملة.
ويشارك الفلسطينيون منذ الـ 30 من آذار/ مارس الماضي، في مسيرات سلمية، قرب السياج الفاصل بين قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، للمطالبة بعودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم التي هُجروا منها في 1948 وكسر الحصار عن غزة.
ويقمع جيش الاحتلال تلك المسيرات السلمية بإجرام وشدّة، حيث يطلق النار وقنابل الغاز السام والمُدمع على المتظاهرين بكثافة؛ ما أدى لاستشهاد 247 مواطنًا؛ منهم 11 شهيدا يحتجز جثامينهم، ولم يسجلوا في كشوفات وزارة الصحة الفلسطينية، في حين أصاب 22 ألفًا آخرين، منهم 500 في حالة الخطر الشديد.