وأعلن الباحث الآثاري العراقي البارز، مستشار رئيس مجلس محافظة ذي قار، لشؤون السياحة والآثار، عامر عبد الرزاق، لمراسلة "سبوتنيك" في العراق، قائلا ً: إن "بعثات تنقيبية وصلت إلى محافظة ذي قار، جنوبي البلاد، منذ أيام وتقوم بعمل كبير".
وأضاف عبد الرزاق: "شهدت الآونة الأخيرة قدوم عدد كبير من البعثات الأجنبية التابعة للمتاحف والجامعات العالمية، إلى العراق تحديدا إلى مناطق الجنوب ومنها محافظتي ذي قار، والمثنى ومحافظات إقليم كردستان".
وأوضح أن طرد التنظيمات الإرهابية وتحرير المدن العراقية منه، واستتباب الأمن والاستقرار التام في جميع أنحاء العراق، دفع هذه البعثات الأجنبية العودة مرة ثانية في وسط وجنوب وشمال العراق.
وأكمل عبد الرزاق: "الآن لدينا في محافظة ذي قار، بعثة المتحف البريطاني، وهي بعثة متحف لندن، وتعد من أكبر البعثات الدولية التي تعمل ليس في العراق فحسب بل في من اكبر البعثات التي العاملة في الشرق الأوسط".
وذكر عبد الرزاق أن بعثة متحف لندن، تعمل حاليا عن تنقيب الآثار في مدينة "كرسو" تقع على بعد 16 كم شمال شرق مدينة الشطرة، والتي تعد العاصمة الدينية لمملكة لكش، وتسمى بـ (تل اللوح)، العائدة للعصر السومري مرورا بالعصور البابلية والأكدية.
وتابع، أن البعثة، هذا الموسم الخامس لها في العمل في العراق، حتى الآن يعملون في العاصمة الدينية لمدينة لكش، وتمكنوا من اكتشاف أجزاء مهمة من "معبد الاينينو" المعبد الخمسون التابع لكرسو في الحضارة السومرية، كما تم ترميم وصيانة واحد من أقدم الجسور السومرية الموجود في المدينة الأثرية المذكورة.
أثار عراقية
ويشير بقوله: "كمستشار، أبدينا لأعضاء البعثة، كل الدعم الذي يحتاجونه من قبل الحكومة المحلية، والمحافظة، ومجلس المحافظة، ووفرنا لهم كل الأجواء المناسبة والجميلة التي يستطيعون بها وهم سعداء جدا يقضون أوقاتهم وسط الحياة الاجتماعية في ذي قار".
وأيضا أعلن عبد الرزاق، عن وصول بعثة أخرى إلى العراق، من إيطاليا برئاسة الدكتور فرانكا، والدكتورة إيشا، المسؤولين عن موقع أبو طبيرة الأثري الذي يوجد في كذلك ذي قار، تحديدا في مدينة الناصرية، يعود للعصرين السومري والبابلي، وتم اكتشاف شي مهم وضخم، وهو ميناء قديم، والعمل جار في المدينة حتى الآن.
وتعتبر محافظة ذي قار، الواقعة جنوب العاصمة بغداد، من المدن الأثرية القديمة التي انطلق منها حرف الكتابة الأول نحو العالم، وتستقطب سنويا أعدادا من السياح من مختلف أنحاء العراق والخارج، للتمتع برحلات أهوارها "مستنقعات مائية تتخللها نباتات مائية على رأسها القصب والبردي".
ويطمح العراق الذي أعلن تحرير كامل أراضيه من بطش "داعش" الإرهابي في أواخر العام الماضي، ازدهار السياحة فيه، واستعادة آثاره التي هربت وسرقت، وتعويض التي دمرت على يد الإرهاب في وقت سابق من السنوات الماضية.