ويبدو أن السعودية دفعت مجدداً ثمناً لكسب الدعم الأمريكي لها، ما جعل ماتيس يصرح بهذا التصريح، على الرغم من تقرير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "CIA"، الذي أكد تورط بن سلمان في جريمة اغتيال خاشقجي وأمْره بذلك.
وفي تصريحات صحفية أدلى بها ماتيس عقب تقديمه ووزير الخارجية مايك بومبيو إحاطة في مجلس الشيوخ بشأن أحدث تطورات حرب اليمن ومقتل خاشقجي، قال إنه قرأ جميع تقارير الاستخبارات الأمريكية بشأن قضية الاغتيال، ولا "دليل دامغاً" على تورط ولي العهد السعودي.
وجاءت تصريحات ماتيس، بعد قول بومبيو: إنه "لا توجد تقارير مباشرة" تربط بن سلمان بمقتل الصحفي السعودي.
من جهته، قال متحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، أمس، إن السعودية ستشتري نظاماً للدفاع الصاروخي من صنع شركة لوكهيد مارتن بقيمة 15 مليار دولار، وذلك بعد جهود مكثفة من جانب الحكومة الأمريكية لإنجاز الاتفاق، شملت اتصالاً شخصياً بين الرئيس دونالد ترامب والملك السعودي سلمان.
وبيَّنت وزارة الخارجية أن مسؤولين سعوديين وأمريكيين وقعوا خطابات العرض والقبول يوم الاثنين، في حين أُضفي الطابع الرسمي على شروط شراء الرياض 44 قاذفة صواريخ "ثاد"، إلى جانب صواريخ ومعدات أخرى ذات صلة.
وسعت إدارة ترامب وشركات صناعة السلاح الأمريكية، في الأسابيع القليلة الماضية، لإنقاذ الاتفاقات الفعلية القليلة ضمن حزمة صفقات أسلحة للسعودية بقيمة 110 مليارات دولار، جرى الترويج لها كثيراً، وسط تزايد المخاوف بشأن دور القيادة بالمملكة في مقتل خاشقجي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية إن صفقة نظام "ثاد" للدفاع الصاروخي كانت قيد النقاش منذ ديسمبر 2016، وإنها تمت الآن.
وتعهّد ترامب، الأسبوع الماضي، بأن يظل "شريكاً قوياً" للسعودية، وقال إنه ليس من الواضح إن كان بن سلمان على علم بخطة قتل خاشقجي أم لا.
وتلاحق الرئيس الأمريكي تهمُ "محاباة" ولي العهد السعودي والتستر عليه في الجريمة التي أثارت غضباً عالمياً، وسط تحركات داخل الكونغرس للتحقيق في احتمال وجود علاقات تجارية بين ترامب ومحمد بن سلمان.
وصوَّت مجلس الشيوخ، أمس، لمصلحة المضي قدماً في مشروع قرار لإنهاء الدعم العسكري الأمريكي المقدم لعمليات التحالف السعودي بحرب اليمن الأهلية، في حين يمهد الطريق أمام تصويت نهائي محتمل على مشروع القرار خلال أيام.
وكان الكونغرس قد وافق في عام 2017، على صفقة بيع نظام "ثاد" للدفاع الصاروخي.