تنفض مورمانسك كل يوم عن نفسها وشاحها الثلجي كما نفضت ذات يوم ركام الدمار الكامل الذي تعرضت له بُعيد الهجوم الألماني في الحرب العالمية الثانية، ما جعلها تستحق وبجدارة لقب " المدينة البطلة".
وعلى الرغم من عسكرية المدينة وتمركز الأسطول البحري الروسي فيها، وربما النووي أيضا؛ وتواجد المئات من الغواصات والحاملات والأرصفة البحرية، إلا أن (95,000) مسلم روسي ما زالوا يعانقون المدينة ويشكلون هويتها الروسية ولكن هذه المرة بنكهة إسلامية، مع أنهم من أعراق روسية مختلفة جاءت من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق كالشيشان وتركمانستان بل حتى من أفغانستان، لتحتضنهم مورمانسك.
يقطن في مركز مورمانسك وحدها قرابة (70,000) مسلم روسي، ويشكلون مع باقي المسلمين ممن يسكن أطرافها وقصباتها ما يقارب (13 %) من سكان مورمانسك، في وقت يتواجد في قرابة (20,000,000) مسلم في روسيا الاتحادية ينتمون الى أكثر من (30) قومية وعرقا وشعبا.
ولما كانت مورمانسك مدينة عسكرية، صار القيد لازمة المسلمين فيها؛ حتى أن خروجهم ودخولهم اليها، غالبا ما يستدعي اذونات خاصة، إلا أن تكّيفهم مع هذا الوضع بات هو الأخر هويتهم الذاتية، دون أن يشكل لهم أي مشكلة تذكر.
ونظرا للموقع الجغرافي الذي تتميز به مورمانسك، وقربها من الشمال القطبي، وامتداد فترة الشتاء القارس لأكثر من (8) أشهر، ما جعل من حضور الشمس عندهم بشكل دائم خصوصا في فصل الصيف، بظاهرة تسمى النهار بالقطبي، يعدم فيها الفاصل بين الليل والنهار لفترات طويلة، حيث لا يمكن ان يروا للشمس شروقا أو غروبا، وهذا بدوره أدى الى أرباك في صومهم، ما جعلهم يصومون تقريبيا مع أقرب المدن التي تنتظم فيها دورة الليل والنهار.
وعلى الرغم من كثرة المسلمين في مورمانسك، إلا أنها تفتقر للعدد الكافي من المساجد، فضلا عن افتقارها للمراكز والمدارس الثقافية الإسلامية، مكتفين بما يبنوه هم من تبرعاتهم الشخصية.
المصدر: الإسلام لماذا؟