تكمن أهمية اجتماع استانة في عدم وصول اجتماع سوتشي حول ادلب الى النتائج المرجوة. أظهر الارهابيون مؤخرا، بقصفهم حلب بالكيماوي عدم كفاءة اجتماع سوتشي، في حين أن قضية الدستور المستقبلي لسوريا ما زالت غير واضحة المعالم في ظل المحاولات لعرقلته.
بالنسبة لدستور سوريا، كان من المقرر أن يتم تكليف ثلاث مجموعات مكونة من 50 شخصا من جانب الحكومة السورية والمعارضة، وبالتالي المجتمع المدني السوري لصياغة الدستور الجديد.
في حين عرفت المجموعتان الاولى ممثليها، لم يتم الاتفاق لحد الان على الجموعة الثالثة ولم تحظ مقترحات المعارضة في ما يتعلق بممثلي الاخيرة بقبول الحكومة السورية.
يبدو أن الجهود الرامية لحل هذه القضية ستكون المحور الاساس لاجتماع استانة. يأتي هذا في وقت أعلنت بعض المصادر تمديد مهام ديميستورا لحسم مسألة الدستور السوري. في الواقع، اذا لم يتم حل الدستور خلال فترة تمثيل ديميستورا، عليه أن يسلم ملف سوريا خالي الوفاض.
فيما كان من المقرر سابقا أن تحل عقدة ادلب بالعملية العسكرية، لكن اتفاق سوتشي -الذي انجز بجهود روسية نيابة عن ايران وسوريا وتركيا نيابة عن المعارضة المسلحة – حال دون ذلك، وتقررأن يسلم المسلحون أسلحتهم الثقيلة وأن يستقروا في المنطقة العازلة باطراف ادلب. لكن الاتفاق عفا عليه الزمان وربما لم يتابع بشكل جاد في ظل مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي وانشغال تركيا بملف الاخير.
على هذا الاساس، ونظرا لفشل اتفاق سوتشي، يبدو أن تترأس مسألة ادلب ملفات الاجتماع يوم غد وبعد غد، الى جانب مسالة الشمال السوري، وحضور القوات الاميركية وقسد في المنطقة. ولا يتوقع المراقبون أن يخرج الاجتماع بنتائج ملموسة نظرا للاصرار الاميركي على بقائه في الشمال السوري وتقديمه المزيد من الدعم للارهابيين.