سلطت وكالة “بلومبيرغ” الأمريكية في تقرير لها الضوء، على مستقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كوريث محتمل للعرش، مشيرة إلى أن هذا الأمر لا يزال حديث المدينة في المملكة، وأن مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي أدى إلى تغيير قواعد اللعبة وقلب حياة ابن سلمان رأسا على عقب.
وجاء في تقرير الوكالة أن ولي العهد السعودي على الرغم من أنه يحظى بدعم من والده الملك سلمان بن عبد العزيز ومن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فإن هؤلاء لا يمكنهم القطع بشأن مصيره.
وأدى مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي إلى تغيير قواعد اللعبة، سواء كان محمد بن سلمان هو من أمر بذلك أم لا، بحسب كمران بخاري الخبير في قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية بمعهد التنمية المهنية التابع لجامعة أوتاوا.
يقول “بخاري” لوكالة بلومبيرغ إن جريمة الاغتيال تلك “قلبت حياة بن سلمان رأسا على عقب، إذ تبدلت الأمور من وعد بمسيرة مهنية طويلة إلى مستقبل لا يدري ما يخبئه له فيه القدر، وإلى غموض يكتنف فرصه لحكم البلاد”.
ويضيف أن جريمة الاغتيال ستظل “وصمة عار” في جبينه تعيقه عن تنفيذ الكثير من الأعمال.
ثمة مؤشرات أظهرت بالفعل أن محمد بن سلمان ليس أمامه مجال كبير للمناورة، فما إن أعلن ترامب الثلاثاء الماضي أن الولايات المتحدة لن تدع جريمة اغتيال خاشقجي تقوّض علاقات بلاده مع المملكة، حتى وصلت أسعار النفط إلى خمسين دولارا للبرميل.
ولعل هذا التراجع قد يكون فألا حسنا لمحمد بن سلمان الساعي لإعادة الاعتبار لنفسه، لكن من شأن ذلك أن يحد من النمو البطيء أصلا للاقتصاد السعودي.
وقد شكر الرئيس الأميركي المملكة على دورها في خفض أسعار النفط، وحثها على إجراء مزيد من التخفيض.
وربما يراهن الملك سلمان على أن تعهدات كبار الشيوخ السعوديين بالولاء له قد توفر الحماية لابنه الأمير محمد لفترة طويلة قبل انحسارها.
غير أن هذا الولاء من قبل الأمراء وكبار رجال الدولة والشيوخ ربما لا يكون كافيا، فلولي العهد بعض المنتقدين المتنفذين والأعداء في الولايات المتحدة، من بينهم كبار المشرعين في الكونغرس، وفي أوروبا كذلك التي تنظر إليه بعداء متزايد بسبب حربه في اليمن وسجله في حقوق الإنسان، بحسب بلومبيرغ.
وتمضي بلومبيرغ إلى أن هناك من يتحدث عن تذمر وسط أفراد العائلة المالكة، وتكهنات بأن أحمد بن عبد العزيز -شقيق الملك سلمان- العائد من لندن قبل أسابيع قليلة، قد يحل محل محمد بن سلمان وليا للعهد.