ونجحت قوات سوريا الديمقراطية وهي تحالف فصائل كردية ـ عربية تدعمها واشنطن في حربها المعلنة ضد داعش، في اعتقال (أسامة العويد) (أبو زيد)، الّذي يعد واحداً من أبرز قادة التنظيم بعد البغدادي، حيث كان يختبئ في غرفة سرّية ببلدة الطيانة، مسقط رأسه بريف ديرالزور شرقي البلاد.
وكشفت وسائل إعلام مقرّبة من قوات سوريا الديمقراطية أن “أبو زيد” حاول تفجير نفسه أثناء القبض عليه، لكن القوة المهاجمة اصطحبت معها شقيقته، الأمر الّذي دفعه إلى التراجع عن فعل ذلك”.
ووفق وكالة أنباء الفرات، فإن “20 هاتفاً محمولاً و80 سبيكة ذهبية ومبالغ كبيرة من المال، كانت بحوزة أبو زيد”.
وأبو زيد، الّذي يبلغ من العمر 35 عاماً والحاصل على إجازة في الحقوق، سوري الجنسية، له 4 أخوة، اثنان منهم قتلا في صفوف التنظيم، بينما الثالث معتقل لدى “سوريا الديمقراطية”، في ما يعيش الرابع في مناطق سيطرة نظام الأسد.
وكان أبو زيد قبل التحاقه بـ “داعش” ضابطاً مجنداً في صفوف قوات النظام، لكنه انشق عنه والتحق بالمعارضة السورية المسلّحة، لينضم في ما بعد إلى ما يسمى تنظيم “جبهة النصرة”، ذراع تنظيم القاعدة في سوريا، والتي اعتقلته بتهمة زرع الألغام لصالح “داعش”، لكن أطلق سراحه لاحقاً بوساطة عشائرية، قبل أن ينتهي المطاف به مع “داعش”.
وحظي أبو زيد الّذي يرجح أن الناطق السابق باسم التنظيم أبو محمد العدناني قد نام بمنزله، بمناصب عدة مع “داعش” كمسؤول عن الأمنيين في دير الزور، ومن ثم وزيراً لداخلية التنظيم المتطرف، ليدخل في ما بعد إلى مجلس شورته، قبل أن يصبح “مسؤول الأمنيين في العراق والشام” كما يصفه التنظيم.
وكان مقاتلو “سوريا الديمقراطية”، قد عثروا على مستودع للذخيرة في بادية الطيانة، حيث رجحوا في تحقيقاتهم أن “أبو زيد” هو من كان يديره، بالإضافة لإشرافه على شبكة أخرى تتبع للتنظيم من مكانه غير المعلن.
وكانت ليلوى العبدالله، الناطقة الرسمية باسم مجلس دير الزور العسكري، قد أكدت في حديث سابق مع “العربية.نت” أن “أغلب عناصر مقاتلي داعش في هجين ومحيطها، هم من جنسيات أجنبية مختلفة، ومن أهم قيادات التنظيم منذ تأسيسه”، مشيرة إلى أن “البغدادي، قد يكون بينهم”.
وتعتقل قوات سوريا الديمقراطية، المئات من عناصر التنظيم في سجونها، ومن بينهم أخطر مقاتليه وهما عنصران من خلية “البيتلز”، بالإضافة لبعض زوجاتهم وأطفالهم، مع مقاتل آخر كان قد قابل أسامة بن لادن، زعيم تنظيم القاعدة.
واستأنفت قوات سوريا الديمقراطية منذ أسبوعين هجومها ضد التنظيم في المنطقة، بعد 10 أيام من تعليقه رداً على قصف تركي طال مواقع كردية في شمال البلاد.
كذلك استقدمت مئات المقاتلين إلى محيط الجيب الأخير للتنظيم، في إطار مساعيها لإنهاء وجود الإرهابيين فيه، والذين يقدر التحالف الدولي عددهم بنحو 2000 عنصر.