وتنتقد الكاتبة في مقالها، الذي ترجمته "عربي21"، إهمال الرئيس الأمريكي لـ"تقدير المخابرات الأمريكية والأدلة الدامغة التي قدمتها تركيا، التي تشير إلى تورط الحاكم الفعلي للسعودية ولي العهد محمد بن سلمان صادق على إعدام المعارض السعودي".
وتشير رايت إلى أن ترامب برر موقفه هذا بناء على كون السعودية حليفا مهما، ومشتريا للأسلحة، ومصدرا للنفط، و"مهما في الحرب ضد إيران"، وعبر عن نية أمريكا "بالبقاء حليفا ثابتا للسعودية.. لضمان مصالح بلدنا"، وأشار إلى أن ذلك "ببساطة.. يسمى أمريكا أولا".
وتستدرك الكاتبة بأن "بيان الرئيس مليء بالأكاذيب والتناقضات"، حيث تبنى إنكار الملك وولي عهده، بالرغم من أن عددا من أفراد فريق الإعدام هم من المقربين من ولي العهد، بالإضافة إلى أنه احتج بأن المملكة وعدت باستثمار 450 مليار دولار في أمريكا، بما في ذلك 110 مليارات دولار على شكل عقود شراء أسلحة.
وتلفت رايت إلى أن موقع "بولتيفاكت" توصل الشهر الماضي إلى أن هذه الأرقام مضللة، فليست هناك عقود بهذا الحجم، وأنها مجموعة من الصفقات الصغيرة كان بعضها في عهد أوباما.
وتؤكد الكاتبة أن السعودية لم تشتر إلى الآن أسلحة إلا بقيمة 14.5 مليار دولار، كما اعترفت بذلك وزارة الخارجية، أما ما تبقى فهو مذكرات تفاهم غامضة تغطي العشر سنوات القادمة, وقال تقرير يوم الثلاثاء لمركز السياسة الدولية أن ادعاء ترامب "مبالغ فيه جدا".
وتذكر رايت أن المركز ذاته أظهر أن واشنطن لا تعتمد على الثروة النفطية للرياض، لكن الرياض "تعتمد جدا" على أمريكا، وقال مدير مشروع الأسلحة والأمن في المركز ويليام هارتانغ: "بما أن العلاقة بين أمريكا والسعودية أصبحت تحت المجهر بعد اغتيال خاشقجي، فإن من المهم أن نتذكر أن أمريكا تملك قدرة تأثير على تصرفات السعودية"، وأضاف: "الجيش السعودي يعتمد على الأسلحة الأمريكية، وقطع الغيار والصيانة للقيام بحربه الوحشية في اليمن، ولا يستطيع القيام بتلك الحرب لفترة طويلة دون ذلك الدعم".
وتنوه الكاتبة إلى أن تعليقات الرئيس، التي استهانت بتقدير وكالة الاستخبارات المركزية، بأن "أم بي أس" أمر بقتل خاشقجي، أدت إلى الازدراء والفزع والغضب من منظمات حقوق الإنسان والسياسيين وخبراء العلاقات الخارجية.
وتنقل رايت رئيس "بلاوشيرز" جوزيف سيرينسيون، قوله لها: "إن هذا دون شك أكثر البيانات الصادرة عن رئيس لأمريكا جهلا وكذبا، وأثار بيانه رد فعل قويا وسلبيا إلى هذه الدرجة لسبب وجيه: فهو يثير سؤالا مهما حول مدى صلاحية الرئيس للمنصب".
وتورد المجلة نقلا عن مديرة قسم الشرق الأوسط في "هيومان رايتس ووتش" سارة ليا، قولها إن بيان ترامب "ليس فقط لا أخلاقيا، إنه متهور وسيعود ليلاحقنا ويضر بالمصالح الأمريكية"، وأضافت أن ولي العهد أثبت أنه "زعيم متهور وسادي ومعتوه"، قام بزعزعة المنطقة، خاصة في الحرب التي شنها في اليمن عام 2015، محذرة من أن بيان ترامب هو بمثابة "إشارة للطغاة في أنحاء العالم بأن بإمكانهم قتل الصحافيين والمنتقدين ما داموا على علاقة جيدة بترامب".
وتفيد الكاتبة بأن السفيرة السابقة للأمم المتحدة سامانثا بور غردت قائلة بأن تعليقات الرئيس "بغيضة تشكل تعريفا للجهل والفساد والوحشية والتهور لهذه الرئاسة لأجيال قادمة".
وتقول رايت إن سفير حلف الناتو السابق نيكولاس بيرنز وصف البيان بأنه "أكثر من محرج، إنه مخز، بل إنه يستشهد دون نقد بتشويه استخدمه (أم بي أس) ضد خاشقجي بأنه خائن، ويحتج بأنه لا يستطيع أن ينفر الرياض بسبب النفط وايران، لكنه صامت حول أهم مصلحة لنا، وهي العدل".
وتشير المجلة ألى أن الناشر لصحيفة "واشنطن بوست" فريد ريان، غرد قائلا إن الرئيس "قدم العلاقات الشخصية والمصالح التجارية في مرتبة أعلى من المصالح الأمريكية، رغبة منه بالاستمرار في علاقات تجارية عادية مع ولي العهد السعودي".
وتختم الكاتبة مقالها بالإشارة إلى أن الجمهوريين والديمقراطيين في مجلس الشيوخ يفكرون في تمرير قانون منع بيع الأسلحة للسعودية ما لم يكن هناك إنهاء للحرب في اليمن، الذي يعاني الآن أشد كارثة إنسانية في العالم.