جاء ذلك في مقال للكاتب روبرت فيسك، في صحيفة "آي"، الصادرة عن دار الإندبندنت، يحاول فيه تحليل أسباب ما يسميه "تجنّب الغرب دائماً معاقبة السعودية".
يقول فيسك إن السعوديين سيخرجون من أزمة مقتل خاشقجي، وكذلك ولي العهد محمد بن سلمان، لكنه يرى أن ذلك لن يتم من دون ثمن.
ويرسم فيسك سيناريو لمثل هذا المخرج بالعودة إلى التركيز على قضية الصراع الطائفي في الشرق الأوسط، وما يسميه رؤية وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، عن الصدام بين "رؤية النور" مع "رؤية الظلام".
ويعرّج فيسك على موقف الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، ودفاعه عن العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والسعودية، وتبنّيه وجهة نظر المسؤولين السعوديين في وصف خاشقجي "بعدو الشعب"، وعضو جماعة الإخوان المسلمين، بحسب تعبير فيسك، على الرغم من أن مقتله كان "جريمة بشعة". وإشارة ترامب "المائعة" إلى أن ولي العهد السعودي "ربما كان وربما لم يكن" على معرفة بعملية القتل.
ويحمل سيناريو فيسك بعضاً من عناصر الخيال؛ فهو يتحدّث عن صفقة للسعوديين تُرضي الجميع؛ الأمريكيين والروس والأتراك.
وبالنسبة إلى الأمريكيين، خصّصت السعودية من بين 450 مليار دولار وعدت بإنفاقها على شراء الأسلحة من الولايات المتحدة، 110 مليارات لشركات بوينغ، ولوكهيد، وشركات دفاعية عملاقة أخرى.
أما بالنسبة إلى الروس،فيرى فيسك أن "إرضاءهم يكون بنقل المقاتلين المتشددين من جبهة النصرة وتنظيم داعش إلى معسكرات لإعادة تثقيفهم في الصحراء السعودية، وهو ما سيُرضي الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أيضاً، الذي لا يريد أن تكون تركيا ملجأ لهم"، وفق سيناريو فيسك.
وتنشر الصحيفة ذاتها تقريراً لدومنيك أيفانز من إسطنبول يتحدّث عن أن مديرة وكالة المخابرات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، جينا هاسبل، لمّحت للمسؤولين الأتراك، الشهر الماضي، إلى أن لدى وكالتها تسجيلاً لاتصال هاتفي يُعطي فيه ولي العهد السعودي تعليمات "لإسكات" خاشقجي.
وينسب التقرير هذه المعلومات إلى صحيفة حرييت التركية، التي أشارت إلى أن المكالمة كانت بين محمد بن سلمان وشقيقه خالد، سفير المملكة في واشنطن.