وكان الفيصل ذهب بمهمة إلى الولايات المتحدة من أجل تخفيف وقع أزمة اغتيال خاشقجي على العلاقات الأمريكية السعودية، وذلك في أعقاب الضجة الدولية التي نتجت عن الجريمة.
وتابعت الصحيفة أن "الأمير تركي الفيصل واجه سلسلة من الأسئلة حول دور بلاده في قضية خاشقجي، حيث تحدث علناً ولأول مرة منذ تفجر أزمة"، كما وصفت الحفل بأنه "كان حفلاً حميمياً، جمعه (الفيصل) بعدد من الصحفيين والمؤثرين في المجتمع الأمريكي".
الصحيفة نقلت عن أحد الحضور قوله إنه ذهب إلى هناك ولم يكن في ذهنه طبيعة هذه الدعوة، وعندما وصل أدرك أن الأمر أكبر من كونه حفلة نبيذ؛ حيث سعى الفيصل لإقناع الحاضرين بأهمية العلاقة التي تجمع الولايات المتحدة والسعودية.
وتشير الصحيفة إلى أن "السعوديين يعتقدون أن الاجتماعات مع المؤثرين في وسائل الإعلام والسياسة في ظل الظروف العادية قد لا تكون نافعة، فقرروا الاستعانة بالحفلات، ومنها حفلة تركي الفيصل التي سعى من خلالها لتعزيز صورة السعودية".
الديلي بيست نقلت عن حسين إيبيش، الباحث في احدى المراز العلمية في واشنطن، قوله: إن "هناك جهداً سعودياً ملحوظاً من أجل تغيير عقول الناس".
وأضاف إيبيش: "المشكلة أن الحكومة السعودية ليست ماهرة بشكل خاص في هذا الجانب. سيستغرق الأمر وقتاً، ولكن الناس تريد أفعالاً لا كلمات، ويبدو أن السعوديين في هذا الوقت ليس لديهم سوى الكلمات".
الحفل الصاخب، بحسب الصحيفة، أقيم في شقة "إيست سايد" الكلاسيكية المعروفة، وقد كان اختيار الأطعمة بمختلف أنواعها بعناية، وكان النبيذ حاضراً، بالإضافة إلى البار المفتوح الذي تضمن مختلف أنواع الكوكتيلات، وخلال هذه الحفلة تحدث الفيصل 15 دقيقة قبل أن يفتح باب الأسئلة.
وتابعت الصحيفة: "قال الفيصل إنه وعلى الرغم من القتل الوحشي الذي تعرض له جمال خاشقجي فإنه ليس هناك ما يدعو للقلق؛ فالرياض تعمل بلا كلل من أجل تحقيق شامل في الجريمة، وستعاقب المسؤولين".
واستطردت الصحيفة: "لاحقاً قال الفيصل إن الحكومة السعودية سترفض إجراء تحقيق خارجي في قضية مقتل خاشقجي، مبيناً أن الولايات المتحدة رفضت إجراء تحقيق دولي في قضية أبو غريب".
الصحيفة ذكرت أن "الفيصل قال خلال ندوة عقدت لاحقاً في معهد السلام الدولي: لن تقبل السعودية بمحكمة دولية في أمر سعودي، النظام القضائي السعودي سليم، وسيأخذ مجراه. لا نقبل بأي تدخل أجنبي في نظامنا القضائي".
وقالت: "بحسب أحد الحضور في الحفلة الصاخبة التي أقامها الفيصل، فإنه لم يحاول أن يغير قناعات الحاضرين بشأن ما حدث لخاشقجي، ولكنه كان يركز على أن العلاقات الأمريكية السعودية سوف تستمر كما كانت".
وأشارت الصحيفة إلى أن "الفيصل أبلغ الحاضرين بأن الولايات المتحدة والسعودية لا يمكن أن يبتعدا عن شراكتهما الاستراتيجية؛ فهناك الكثير الذي يجب فعله معاً، ومنها المواجهة مع ايران في الشرق الأوسط، وفتح باب التعاون مع إسرائيل".
وفي رده على أسئلة الصحفيين الحاضرين، قال الفيصل إنه ليس هناك تغييرات مخططة، وإن بلاده مفتوحة للتواصل مع إدارة الرئيس ترامب.
الصحيفة ختمت قائلة: إن "مراقبين يرون أن السعودية سوف تستمر في حملة العلاقات العامة الضخمة من أجل استرداد سمعتها ومكانتها التي تدهورت بسبب جريمة اغتيال خاشقجي".
واعترفت السعودية بقتل خاشقجي داخل قنصليتها بعد 18 يوماً من إنكارها وقوع الجريمة، حيث كانت تصر على أن خاشقجي خرج من القنصلية بعد إنهاء ما جاء من أجله.