وقالت الصحيفة في افتتاحيتها إن ترامب قام بـ"ابتلاع" الرواية السعودية عن مقتل خاشقجي، وتجاهل القيم الأمريكية ونتائج تحقيقات "سي آي إيه".
وبدأت الصحيفة افتتاحيتها بالإشارة إلى الصورة الكاريكاتورية الشبحية التي نشرتها يوم الثلاثاء، التي صوّرته بأنه رجل مهتم بشكل كبير بالمال والمصالح الضيقة.
وقالت إن الرئيس ببيانه الذي أصدره أمس الثلاثاء، وتجاهل فيه نتائج "سي آي إيه" حول ضلوع ولي العهد السعودي بمقتل جمال خاشقجي، فإنه قد أثبت "أنه مهما كانت المسؤولية، فلن يقف أبدا ضد النظام السعودي، ولن يخاطر بخسارة إمداداته المالية، النفط، والمساعدة في الشرق الأوسط، ولن يحمّل محمد بن سلمان المسؤولية".
وتحدثت الصحيفة عن إشارات التعجب التي استخدمها الرئيس في بيانه: "ربما كانت لولي العهد معرفة بالحادث الفاجع، وربما لم تكن له معرفة!"، وأضافت أن جمال خاشقجي كان مقيما في الولايات المتحدة وليس مواطنا أمريكا، وكتب مقالات لصحيفة "واشنطن بوست". ولا يخدم كلامه الصحافيين أو المواطنين الأمريكيين الذين يعملون في الخارج، حيث لم يستطع الرئيس استدعاء حتى أدنى حد من الكلام لشجب بشاعة إرسال فرقة موت مسلحة بمنشار عظام وخنق وتقطيع لاغتيال خاشقجي؛ بسبب تجرؤه على انتقاد ولي العهد، فهذا البالغ من العمر 33 عاما يعد صديق الروح لترامب وصهره جاريد كوشنر.
وأشارت الصحيفة إلى ما قاله ترامب في بداية بيانه "العالم مكان خطير!"، واعتبرت أن كلامه بمثابة رسالة للديكتاتوريين في السعودية وأماكن أخرى سيمنحهم الجرأة على عمل ما يريدون.
وتقول إن القتل ظهر في تفاصيله اللاإنسانية كلها في التسجيل التركي، وتبعته سلسلة من الأكاذيب التي نشرها النظام السعودي، وتعكس غطرسة صعود جيل من المستبدين، الذين لا يهمهم الحياء ولا الأخلاق. وأكد ترامب مناعتهم وحصانتهم من العقاب.
وتعتقد الصحيفة أن كلام ترامب التبسيطي يعكس رأيه بطبيعة العلاقات الدولية، وأنها تعاقدية، وأنه يجب التضحية بالاعتبارات الحقوقية الإنسانية لتأمين الفهم البدائي للمصالح القومية الأمريكية، أو كما تحدث عنها بـ"أمريكا أولا"، وقال: "ربما لن نعرف الحقائق المحيطة بمقتل جمال خاشقجي.. على أي حال فعلاقتنا هي مع المملكة العربية السعودية".
وتقول الصحيفة إنه في ظل غياب القيادة من الرئيس فإن العبء يقع على الكونغرس لكي يحمي سمعة أمريكا في العالم، ويعلم ترامب أنه يسير نحو صدام مع المشرّعين، حيث ختم بيانه بتحدي أعضاء الكونغرس "الذين يريدون لأسباب سياسية أو غير ذلك اتخاذ طريق مختلف"
وكان ترامب يشير إلى المطالب المتزايدة من الحزبين في الكونغرس باستخدام ورقة السلاح من أجل معاقبة السعودية، وكلامه هو تحد لـ"ليندزي غراهام"؛ السيناتور عن ساوث كارولاينا، الذي تراوحت مواقفه بين شجب محمد بن سلمان ودعمه للرئيس، وبعد ساعات من بيان الرئيس عنّف غراهام ترامب، بقوله: "أنا متأكد من أنه سيكون هناك دعم من الكونغرس لفرض عقوبات على السعودية، بما في ذلك أعضاء في العائلة المالكة"، وأضاف: "في الوقت الذي تظل فيه السعودية حليفا استراتيجيا، فإن تصرفات ولي العهد وبطرق عدة أظهرت قلة احترام لهذه العلاقة وجعلته أكثر من شخصية سامة".
وانتهت الصحيفة إلى القول إن مقتل خاشقجي وقضايا حقوق الإنسان والعدل والحقيقة تتطلب ألا يفر أحد في السعودية من العقاب.. "الكرة في ملعبك سيناتور غراهام".