ونقلت وكالة سبوتنيك عن مصدر عسكري سوري قوله: إن الجيش السوري اقتحم منطقة تلول الصفا وتمكن من تحريرها بالكامل، وسط انهيار تام في صفوف مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي الذين لاذوا بالفرار باتجاه المنطقة الفاصلة بين تلول الصفا وبين تلول "بو غانم" التي حررها الجيش منذ أشهر، حيث تحاصرهم وحدات الجيش وتتعامل معهم ناريا.
وأضاف المصدر: إن وحدات من قواتنا العاملة في منطقة تلول الصفا أحرزت تقدماً كبيرا وفرضت سيطرتها النارية على ما تبقى من المناطق التي ينتشر فيها المسلحون الإرهابيون بعد السيطرة على أعلى التلال، وأوقعت أعدادا كبيرة منهم قتلى ومصابين وتمكنت من أسر آخرين، فيما تستمر عملية تطهير المناطق المحررة من مخلفات تنظيم داعش الإرهابي.
وخلال أسبوع واحد مر بعد تحرير مختطفي السويداء من قبضة تنظيم داعش، تمكنت وحدات الجيش السوري من اقتحام تلول الصفا في البادية الشرقية للمحافظة، واندفعت في عمق الجروف الصخرية حيث يتحصن مقاتلو التنظيم.
وقالت سبوتنيك إن وحدات الجيش السوري تمكنت خلال اليومين الأخيرين من التقدم عدة كيلومترات، بعد قضائها على عشرات القناصين المتحصنين بين الصخور البازلتية الصلبة، ما سهل تقدم القوات المهاجمة المسنودة بصواريخ "جولان" السورية، وبضربات سلاح الجو الدقيقة والمركزة.
وأشارت إلى انهيار كامل لحق بصفوف داعش، يعد تقدم الجيش بنحو 6 كيلومترات في جرود صخرية هي الأكثر تعقيدا في المنطقة، وفي ظروف مناخية قاسية، حيث يستمر هطول الأمطار، وتدفق السيول.
وتابعت: إن الجيش استقدم وحدات خاصة لحسم المعركة في أسرع وقت، كما استقدم راجمات "جولان" ذاتية الحركة، التي قلبت موازين المعركة في زمن قياسي، كما تمكن سلاح الجو السوري من توجيه ضربات دقيقة دمر من خلالها تحصينات داعش وخطوط إمداده.
وكان الجيش السوري بدأ معركته لتحرير بادية السويداء بتاريخ 25 تموز يوليو الماضي بعد هجوم شنه التنظيم الإرهابي على مدينة السويداء وبعض قرى ريفها الشرقي، قتل واصيب خلاله مئات المدنيين، وتمكنت وحدات الجيش خلال هذه العملية العسكرية من تحرير نحو ثلاثة آلاف كيلومتر مربع وتطهيرها من تواجد مقاتلي تنظيم داعش، وحصار من تبقى منهم في تلول الصفا التي بات الجيب الداعشي فيها يلفظ أنفاسه الأخيرة.
تحرير المختطفين سهل عمليات الجيش
وكانت وحدات الجيش العربي السوري العاملة في بادية السويداء أطبقت بتاريخ 17 أغسطس/ آب حصارها بشكل كامل على مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي "المحظور في روسيا" في تلول الصفا عند الحدود الإدارية لباديتي السويداء وريف دمشق، مانعة أي محاولة تسلل قد ينفذها مقاتلو داعش بهدف كسر الطوق المفروض عليهم، منتقلة من مرحلة الحصار إلى مرحلة الهجوم بعد قطعها جميع طرق الإمداد عن مقاتلي التنظيم الذي بدا يشهد انهيارا متسارعا في صفوفه.
وفي شهر أكتوبر/ تشرين الأول الماضي تم التوصل إلى اتفاق يقضي بتسليم داعش لمختطفي السويداء، ولكن انهار هذا الاتفاق بعد تسليم الدفعة الأولى والمؤلفة من سيدتين وأربعة أطفال.
وتمكن الجيش السوري منذ أيام قليلة من تحرير بقية المختطفين من أطفال ونساء في عملية نوعية نفذها في البادية السورية، أسفرت عن مقتل مجموعة من مقاتلي داعش الذين كانوا ينقلون المختطفين باتجاه الشمال الشرقي للبادية.
وبعد إغلاق ملف المخطوفين الذي كان يعيق الحسم العسكري، تمكنت وحدات الجيش من تحقيق الحسم الذي تم تأجيله لأكثر من ثلاثة أشهر.
المصدر: سبوتنيك