هذا حقاً ما كشفه مصدر تركي مسؤول بالقول إن المعلومات التي تم التوصل إليها هي أن رأس جمال خاشقجي تم نقله إلى العاصمة السعودية الرياض، في حين تم التخلّص من باقي جثته داخل تركيا.
وقال المصدر، الذي طلب عدم كشف اسمه لموقع الخليج أونلاين إن "الطريقة التي تم فيها نقل رأس جمال خاشقجي، بعد قتله وتقطيع جثته من قبل فرقة الاغتيال السعودية، ليست معروفة؛ إن كانت عن طريق الجو أو البحر أو البر"، لافتاً إلى أن "ماهر المطرب، الحارس الشخصي لولي العهد السعودي، أحد مرتكبي جريمة الاغتيال الرئيسيين، يملك جواز سفر دبلوماسي، لذلك لم تُفتّش حقيبته التي كان يحملها خلال مغادرته من مطار أتاتورك الدولي، ولا الطائرة الخاصة التي أقلّته؛ بسبب حصانته الدبلوماسية".
ربما يقول قائل بأن هذا الخبر مجرد معلومة لم يؤكدها مصدر تركي مسؤل ومعروف، بيد أن قضية خاشقجي قائمة أساسا على التسريبات الإعلامية التي كشفت منذ اليوم الأول من اختفاء الرجل أن هناك كارثة ما قد أحدثتها السعودية، فتدور الساعات والأيام ويتضح بأن المعلومة صحيحة بعد أن تأخذ دورتها المعتادة..
فالمعلومة في عصر قتل خاشقجي تاتي من مصدر تركي، ثم تتناقلها وسائل الإعلام، فتنفيها السعودية جملة وتفصيلاً، فتأكدها تركيا فتعترف بها السعودية، وهكذا دواليك يا من تتابع وتقف حائراً أمام مشهد قتل جمال خاشقجي وأخيراً نقل رأسه إلى الرياض.
جريمة حقد
المتابع لقضية جمال خاشقجي يكتشف أن كل تفاصيلها تؤدي إلى طريق واحد "حقد وغل"، فالجريمة على بشاعتها كان يمكن أن تنتهي برصاصة أو سم في الطعام أو حادث سيارة وكلها أساليب إجرامية مرفوضة، ولكن الحديث هنا عن التمثيل بجثة خاشقجي بعد قتله في سفارة بلاده ونقل رأسه إلى الرياض.
فنقل الرأس إلى الرياض إن صحت المعلومة التركية، يبين مرضاً نفسياً يقع فيه من يأمر ومن يحكم في أرض الحرمين الشريفين، وأرض الحرمين الشريفين هذه وحدها قضية أخرى لا يرغب المتابع العربي سماع سيرتها في قضية خاشقجي لأن السؤال الذي سيطرح أولا، هل هؤلاء من يحكمون الأرض التي تقع فها كعبتنا ومرقد نبينا ومسجده؟
وبالعودة للمصدر التركي حول نقل الرأس بعد الجريمة فقد أشار المصدر إلى أن "المعلومات التي بحوزة تركيا، والتي تم إطلاع عدد من زعماء العالم وأجهزة أمنية دولية عليها، أصابت من اطلع عليها بصدمة كبيرة من بشاعة الجريمة"، مؤكّداً أنه "ما زال لدى أنقرة الكثير مما لم يتم الكشف عنه حتى الآن".
واستدرك المصدر التركي المسؤول، بالقول: إن "معلومة نقل رأس جمال خاشقجي إلى الرياض هي دليل إدانة جديد ضد ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، خصوصاً أنها تؤكد أن إرسال رأس الجثة إلى الرياض وتسهيل وصولها جاء بأوامر عليا، ومن باب إثبات تنفيذ الجريمة كما أُعلن سابقاً، وإلا تم التخلص منها كما حدث لباقي الجثة".
ودائما سيبقى السؤال المحير ماذا يفعل رأس جمال خاشقجي في الرياض؟ هل هو بين يدي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان يصبح ويمسي عليه، أم أن الرأس في أحدى غرف القصر الملكي تراقب خوف بن سلمان وحاشيته ومخططاتهم للإفلات من الجريمة.