ياتي هذا حيث ينبغي على نتانياهو أن يعالج أزمة حكومية ويقرر في الأيام المقبلة ما إذا سيدعو لإنتخابات مبكرة بعد استقالة وزير الحرب افيغدور ليبرمان، على خلفية رفضه وقف اطلاق النار في غزة.
وبإنسحاب حزب ليبرمان "إسرائيل بيتنا" من الائتلاف الحكومي لم يعد نتانياهو يتمتع سوى بغالبية من 61 مقعدا، اي مقعد واحد في الكنيست من أصل 120.
ويبدو أن مصير الحكومة رهن بقرار نتانياهو قبول مطالب أحد أبرز خصومه والاسناد إلى وزير التربية نفتالي بينيت زعيم حزب "البيت اليهودي" حقيبة وزارة الحرب.
واذا ما سحب البيت اليهودي دعمه لنتانياهو فسيرغم الاخير على حل الحكومة والدعوة لانتخابات خلال 90 يوما.
وفي هذه الاثناء بدأ نتانياهو منذ يوم امس الخميس مشاورات مع قادة الأحزاب في محاولة لإنقاذ الائتلاف الحكومي وتجنب انتخابات مبكرة غداة استقالة وزير حربه افيغدور .
وكان من المقرر أن تكون كلمة بينيت، التي تم بثها مباشرة على شاشة التلفزيون، محصورة ضمن مهامه كوزير للتعليم. لكنه خصص الكثير منها لتأكيد قدرته على إدارة الشؤون العسكرية لبلد " محاط بالتهديدات " على حد تعبيره.
وأعاد التذكير بخدمته العسكرية في وحدة النخبة ونجاحه كرئيس سابق لشركة في مجال التكنولوجيا المتطورة.
ومن بين الشركاء الرئيسيين الآخرين في الإئتلاف، طالب وزير المالية موشيه كحلون من حزب "كلنا" من اليمين الوسط مرارا بالدعوة الى إنتخابات مبكرة بأسرع ما يمكن، معتبرا أن وجود حكومة مستقرة ضروري للحفاظ على الاقتصاد في مساره الصحيح.
ويسعى نتانياهو الى احتواء التداعيات السياسية لقراره قبول اتفاق وقف إطلاق النار الثلاثاء الذي أنهى أسوأ تصعيد بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة منذ حرب عام 2014.
كما كانت هناك احتجاجات من سكان بلدات الجنوب الذين يعيشون في محيط قطاع غزة مطالبين الحكومة باتخاذ إجراءات قاسية ضد حماس بعدما استهدفت مناطقهم باطلاق مئات قذائف الهاون والصواريخ من غزة هذا الأسبوع.
وأظهر إستطلاع للرأي أن 74% من الاسرائيليين غير راضين عن أداء نتانياهو في مسألة التصعيد الأخير مع غزة وحركة حماس.
ومساء الخميس في تل أبيب، ندد مئات المتظاهرين، ومعظمهم من البلدات القريبة من قطاع غزة، بوقف إطلاق النار مع حماس ، وهتف المتظاهرون "استيقظ يا بيبي (لقب رئيس الوزراء)، جنوب البلاد يشتعل".
وحرص نتانياهو الخميس على تهدئة الوضع، فلم يظهر سوى في شريط فيديو مع المندوب الأميركي الخاص المكلف ملف إيران بريان هوك، مشيدا بإعادة فرض الحظر الأمريكي على الجمهورية الإسلامية.
من جهته، اشاد هوك بنتانياهو ووصفه بانه "شريك رائع" في الجهود المبذولة لمواجهة ايران.
وكانت حماس اعتبرت استقالة ليبرمان بمثابة "إنتصار سياسي" لغزة، وخرج سكان في القطاع الى الشوارع في تظاهرات فرح بعد إعلان وقف النار، ما عزز موقف منتقدي نتانياهو.
وسجلت شعبية نتانياهو الملقب ب"رجل الامن" تراجعا، وأظهر استطلاع للرأي أجري مؤخرا أن حزبه سيفقد مقعدين في حال اجراء انتخابات مبكرة، بينما سيفوز حزب "اسرائيل بيتنا" بزعامة ليبرمان بمقعدين .
ودافع نتانياهو عن قراره وقف إطلاق النار مع غزة قائلا "لقد توسل أعداؤنا لوقف إطلاق النار وكانوا يعرفون جيدا السبب" مضيفا "أسمع اصوات سكان الجنوب، لكنني أرى الصورة العامة التي تتعلق بأمن اسرائيل مع رؤساء الأجهزة الأمنية، وما خفي أعظم".
ولطالما سرت تكهنات بأن نتانياهو قد يدعو إلى إجراء انتخابات مبكرة قبل موعدها في تشرين الثاني/نوفمبر2019 .