وأصبح ليبرمان وزيرا لخارجية الكيان الصهيوني ونائبا لرئيس الوزراء عام 2009، بعد أن قاد حزبه للفوز بثالث أكبر كتلة برلمانية في الكنيست، وانضمامه إلى الائتلاف الحكومي الذي قاده حزب الليكود حينذاك.
وولد ليبرمان في كيشيناو عاصمة مولدوفا وهي إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق عام 1958.
وعمل ليبرمان حارسا للأمن بأحد الملاهي الليلية في مولدوفا وهو دون العشرين، ثم انتقل للعمل في أذربيجان، قبل أن يهاجر إلى الاراضي المحتلة عام 1978.
وبعد وصوله الاراضي المحتلة خدم ليبرمان في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وحصل على درجة جامعية في العلوم الاجتماعية من الجامعة العبرية في القدس.
وأصبح ليبرمان ناشطا في مجال السياسة الطلابية وبدأ حياته السياسية في حزب الليكود، حيث عمل مديرا عاما للحزب ما بين عامي 1993 و 1996، ثم عملا مديرا لمكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لمدة عام، خلال الفترة الأولى التي قضاها نتنياهو في رئاسة الوزراء.
ثم غادر ليبرمان حزب الليكود وأسس حزب “إسرائيل” بيتنا عام 1999، والذي أصبح يتمتع بشعبية بين نحو مليون مهاجر روسي، جاؤوا إلى الاراضي المحتلة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي السابق.
وفاز في أول انتخابات يخوضها الحزب عام 1999 بأربعة مقاعد في الكنيست.
وعمل ليبرمان وزيرا للبنية التحتية ما بين عامي 1999 و 2002، ثم وزيرا للنقل والمواصلات بين عامي 2003 و 2004.
لكن ليبرمان طرد من الائتلاف الحاكم عام 2004، بعدما عارض خطة رئيس الوزراء حينها أرئيل شارون للانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة، والتي نفذت في صيف عام 2005.
وأصبح ليبرمان لاعبا رئيسيا في السياسة الإسرائيلية منذ مارس/ آذار من عام 2006، حينما فاز حزبه بـ 11 مقعدا في الكنيست.
ومهد ذلك الطريق أمامه ليصبح نائبا لرئيس الوزراء، ووزيرا للشؤون الاستراتيجية في حكومة إيهود أولمرت، التي قادها حزب كاديما.
وفي عام 2009 قاد ليبرمان حزب “إسرائيل بيتنا” ليفوز بثالث أكبر كتلة برلمانية، ليحل في ذلك محل حزب العمل.
ولأنه بات متحكما في 15 مقعدا في الكنيست فقد أصبح بمثابة “صانع الملوك”، وعرقل ليبرمان جهود حزب كاديما صاحب النصيب الأكبر في الكنيست لتشكيل ائتلاف حكومي، وأعلن بدلا من ذلك تأييده لحزب الليكود وزعيمه نتنياهو.
وفي مقابل ذلك منح ليبرمان منصبي وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء.
وأثارت سياسات ليبرمان المتشددة كوزير للخارجية القلق داخليا وخارجيا.
وأغضب ليبرمان عرب “إسرائيل”، حينما طالب بفرض يمينا للولاء على غير اليهود، كشرط لحصولهم على المواطنة الإسرائيلية.
وعلى الرغم من أنه يفضل حل الدولتين لحل الصراع مع الفلسطينيين، إلا أنه تبنى فكرة تبادل الأراضي الإسرائيلية التي تسكنها غالبية من الفلسطينيين، مقابل المستوطنات الرئيسية المبنية في الضفة الغربية المحتلة.
فكرة اغتيال قادة حركة حماس الفلسطينية
كما تبنى ليبرمان فكرة اغتيال قادة حركة المقاومة الاسلامية (حماس)، وأعلن أنه سيؤيد عقوبة الإعدام ضد أعضاء الكنيست، الذين يلتقون مع قادة حماس أو حزب الله.
وفي عام 2009 نقل عن ليبرمان قوله إن "إسرائيل" يجب أن “تستمر في قتال حماس، مثلما فعلت الولايات المتحدة مع اليابانيين في الحرب العالمية الثانية”، وهو ما فسر على نطاق واسع بأنه إشارة إلى إلقاء قنبلتين نوويتين على ناغازاكي وهيروشيما.
اتهامات بالفساد
وأعلن الإدعاء الإسرائيلي، في ديسمبر/ كانون الأول من عام 2012، أنه سيوجه اتهام إلى ليبرمان بخيانة الإمانة، في قضية تتعلق بسفير إسرائيلي سابق في بيلاروسيا.
واتهم ليبرمان بترقية السفير الإسرائيلي السابق لدى بيلاروسيا، زئيف بن أرييه، إلى منصب أرفع، وذلك بعد أن زوده بمعلومات سرية تتعلق بتحقيقات تجريها الشرطة في أنشطته.
وفي اليوم التالي أدهش ليبرمان كثيرين، باستقالته من منصبه الوزاري وتنازله عن حصانته البرلمانية، وتعهد حينها بإثبات براءته وإنهاء القضية دون تأجيل.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني من عام 2013 برأته محكمة بالقدس من تهمة خيانة الإمانة، ورأت فقط أنه تصرف بشكل غير لائق، عندما لم يخبر لجنة التعيينات بوزارة الخارجية عن تعاملاته السابقة مع بن أرييه.
وخلصت المحكمة إلى أن ليبرمان لم يدرك خطورة الموقف، وأن تعيين بن أرييه في المنصب الجديد لم يكن ترقية.
وفي الخامس والعشرين من مايو/ أيار 2016 أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، التوصل إلى اتفاق مع حزب “إسرائيل بيتنا” اليميني المتطرف لتوسيع الائتلاف الحكومي، وتعيين زعيمه أفيغدور ليبرمان وزيرا للحرب.
وجاء ذلك الاتفاق بعد فشل المفاوضات التي أجراها نتنياهو مع زعيم المعارضة اسحاق هيرتزوغ.
وقال ليبرمان في مؤتمر صحفي عقد في مقر البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) لتوقيع الاتفاق “التزامي الاول هو بسياسة مسؤولة ومتوازنة”.
استقالة وزير الحرب الاسرائيلي
واخيرا اعلن أفيغدور ليبرمان امس عن استقالته من وزارة الجيش، مبررا ذلك بسبب الخضوع لحماس والذهاب نحو تسوية معها.
وبرر ذلك بأن الرد الإسرائيلي على إطلاق 500 قذيفة صاروخية خلال اليومين الماضيين من قطاع غزة نحو مستوطنات غلاف قطاع غزة ومدينة عسقلان لم يكن مناسبا على حد زعمه.
وأشار ليبرمان في مؤتمر صحفي إلى التهديدات التي تحيط بالكيان الإسرائيلي، مستدركا “لكن كان علينا بالدرجة الأولى أن ننهي مسألة الجنوب (قطاع غزة) فهي تسبق كل شيء والخنوع الذي أبديناه ينعكس على الجبهات الأخرى”.
يشار إلى أن مئات المستوطنين خرجوا في مظاهرات في مستوطنات غلاف قطاع غزة الليلة الماضية وصباح اليوم احتجاجا على الموافقة على وقف إطلاق النار معتبرين أن حكومة نتنياهو رضخت للمقاومة الفلسطينية.
الاهانات التي دفعت ليبرمان للإستقالة
واعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي احمد المدلل ان وزير الحرب الاسرائيلي تعرض لإهانات دفعته الى تقديم استقالته من منصبه.
وقال: إنها النتيجة الحتمية للهزيمة التي مني بها ليبرمان وزير الحرب الصهيوني وجيشه الذي دائما كانوا يقولون انه جيش قد هزم كل الجيوش العربية، ها هو يهزم امام رجال استطاعوا ان يضربوه في مقتل وان يلقنوه اكثر من اهانة.
وأضاف: الإهانة الاولى عندما دخلت قوات النخبة الصهيونية لتغتال وتقتل وتجمع معلومات لكن منيت بالفشل وخرجت، بل بالعكس تماما انه استطاع رجال المقاومة ان يقتلوا مسؤول كتيبة النخبة التي دخلت قطاع غزة، هذه الاهانة الاولى لليبرمان الذي اعتقد بانه سيتقدم برؤوس المقاومة في سجل الانتخابات القادمة.
وتابع المدلل: الاهانة الثانية صاروخ الكورنيت امام انظار العالم الذي استطاعت المقاومة وبدقة متناهية ان تضرب باص الجنود الصهاينة، وهذا يعني ان هناك تقدما وتطورا في ادوات المقاومة.
واردف: الاهانة الثالثة صاروخ جهنم عسقلان الذي استطاعت ايضا المقاومة ان تؤكد بأن القصف بالقصف والهدم بالهدم والدم بالدم مما يؤكد ان تقدم المقاومة اصاب ليبرلمان والجيش الصهيوني بخيبة كبيرة لم يستطع ليبرمان ان يتحمل هذه الاهانات لذا كان من الطبيعي ان يقدم استقالته لانه لم يستطع ان يحافظ على امن الصهاينة او ان يوفر لهم الحياة الهانئة في غلاف غزة وايضا كانت ضربات المقاومة تتمدد الى ما هو اكبر من ذلك بكثير.