فما كان من العدو إلا أن خرق التهدئة وشن غارات جوية استهدفت أماكن متعددة من القطاع في مقدمتها مبنى فضائية الأقصى ليفاجأ في اليوم التالي برد مزلزل من المقاومة التي أطلقت أكثر من ٤٠٠ صاروخ تحدوا القبة الحديدية ليسود الإرباك والقلق داخل غرف القرار في تل أبيب.
وتميزت هذه الجولة بغرفة عمليات مشتركة للمقاومة التي أثبتت فعاليتها ونجاحها في التصدي لهذا العدوان وكانت المفاجأة باستخدام المقاومة صواريخ تستخدم للمرة الاولى.
وفي هذا السياق اشار ممثل حركة “حماس” في لبنان علي بركة في أن غرفة العمليات “هي تأكيد على وحدة الموقف الفلسطيني وهي تنسق جهود المقاومة بحيث يكون الرد موحدا، وهي اسلوب جديد وتطور نوعي في أداء المقاومة والذي يصب في مصلحة الشعب الفلسطيني”، مؤكدا أنه “عند أي عدوان إسرائيلي تجتمع هذه الغرفة فورا وتتدارس الوضع وتقرر طبيعة الرد المناسب”، وأضاف “الحمد لله توفقت ونجحت الغرفة المشتركة في إقرار الرد المناسب على الجريمة التي إرتكبها العدو مساء الأحد الماضي، وكان القرار موحدا وصلبا ساهم إلى جانب الجهود المصرية بفرض ضبط ايقاع الاعتداء”.
وأكد بركة أن العدو لا يؤمن جانبه، وعملية خان يونس لم تكن أول عملية ينفذها العدو داخل غزة أو ضد المقاومة في الداخل والخارج، لافتا إلى أن المقاومة الآن حذرة جدا من أي تفاهم لوقف إطلاق النار، وستبقى في حالة إستنفار دائم لأن هذا العدو لا يحترم التفاهمات والإتفاقيات. مشيرا إلى أن ما جرى يستدعي من قادة المقاومة اتخاذ المزيد من إجراءات الحيطة والحذر.
وحول قنوات التواصل بين المقاومة الفلسطينية وإيران وحزب الله يقول بركة أن “التنسيق مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية قائم منذ زمن بعيد، وهناك تطور في هذه العلاقة”، مؤكدا أن “إيران مشكورة تقوم بدعم المقاومة في فلسطين بالخبرات والمال و السلاح وهذا الدعم يقدره الشعب الفلسطيني ويؤكد أن قضية فلسطين هي القضية المركزية بالنسبة لإيران”، وأضاف أن “العلاقة مع إيران أسهمت في تدعيم صمود الشعب الفلسطيني وتطوير قدرات المقاومة في قطاع غزة”.
وعلى صعيد حزب الله لفت بركة إلى أن هناك علاقة مميزة بين المقاومة الفلسطينية وحزب الله، وهناك تعاون وتنسيق وتشاور دائم وهناك لقاءات تحصل بين القيادتين وخصوصا مع السيد حسن نصر الله، وهذه العلاقة تطورت في الآونة الأخيرة”.
ويتابع بركة حديثه حول الصواريخ التي استخدمت في الرد على العدوان الإسرائيلي فيقول أن المقاومة طورت قدراتها منذ عام 2008. ويكشف بركة أنها باتت اليوم تمتلك صواريخ تستطيع أن تضرب قرى ومدن أبعد من مدينة حيفا التي تبعد 160 كم عن قطاع غزة”، مشيرا إلى أن “العدو يدرك قدرات المقاومة وتطوراتها لذلك هو رضخ اليوم للجهود المصرية والدولية لوقف إطلاق النار، لأنه يخشى توسيع الحرب وهو غير مستعد لتلقي صواريخ المقاومة بعيدة المدى”.
وأكد بركة أن “المقاومة انتصرت في هذه الجولة من الحرب بحيث أنها ثبتت قاعدة واضحة أن أي عدوان إسرائيلي سيكون عليه رد قوي وأن القصف بالقصف والدم بالدم والقنص بالقنص، واليوم المقاومة أيضا ثبتت معادلة جديدة أن البناية بالبناية اذ قصف العدو مبنى في غزة فقصفت المقاومة مبنى في عسقلان”. مضيفا أن “اليوم غزة ليست مكسر عصا لأحد وإذا كان ليبرمان ونتنياهو يظنان أنهما بالمغامرة تجاه غزة سيحسن من أوضاعهم الإنتخابية الداخلية فنقول لهم “أن غزة ليست صندوق إنتخابات بل هي قلعة للمقاومة والمجاهدين وأي تسلل إلى غزة لن يكون نزهة وسيدفع العدو الصهيوني الثمن”.
وحول دلالات نشر المقاومة الفلسطينية لفيديوهات توثق إصابات مباشرة في صفوف جنود العدو يشير بركة إلى أن “العدو الصهيوني يخفي دائما خسائره في المعارك ويظهر لجمهوره أنه منتصر في معاركه ويحقق مكاسب على الأرض،واليوم عندما تصور المقاومة عمليات نوعية وتنشرها عبر الفضائيات فإنها تهدف من خلال ذلك إلى إرسال رسالة إلى المجتمع الصهيوني مفادها أن جيشكم هو جيش مهزوم لا يستطيع أن يحمي نفسه لا من صواريخ الكورنيت كعملية الباص ولا من العلم المفخخ الذي تم وضعه على السياج الفاصل بين قطاع غزة وأراضينا المحتلة عام 48”.
وختم بركة بالقول:” أترحم على على الشهداء الذين استشهدوا في اليومين الماضيين واوجه تحية لكل فصائل المقاومة الفلسطينية الذين ردوا الصاع صاعين على العدو الصهيوني، واوجه التحية لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة والقدس والضفة وفي كل مكان، واوجه التحية لأبناء امتنا العربية والإسلامية الذين يحتضنون المقاومة في فلسطين ويدعمونها”، مؤكدا أن”المقاومة بخير وأن طريق الجهاد والمقاومة مستمر ولن يتخلى الشعب الفلسطيني عن سلاحه ولن يتخلى عن خيار المقاومة حتى التحرير والعودة ان شاء الله”.