وبحث المجلس التصعيد العسكري الذي شهده قطاع غزة في الأيام الأخيرة، لكن الاجتماع كان غير مثمر، إذ لم يتوصل أعضاء المجلس إلى أي اتفاق حول سبل تسوية الوضع في القطاع المحاصر، بحسب ما أفاد به دبلوماسيون.
وعقد الاجتماع بطلب كل من الكويت التي تمثل الدول العربية في المجلس، وبوليفيا، واستمر 50 دقيقة وانتهى إلى "الفشل"، بحسب ما أعلنه السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور.
وقال منصور إنّ مجلس الأمن "مشلول"، و"فشل في تحمّل مسؤولياته" ووقف أعمال العنف، مشددا على أن "هناك دولة أغلقت الباب أمام الحوار"، في إشارة إلى الولايات المتحدة، التي ما انفكّت مواقفها في الأمم المتحدة تزداد انحيازا لإسرائيل، منذ تولى دونالد ترامب مقاليد السلطة فيها.
ولهذا السبب، لم يتمكّن مجلس الأمن من إصدار بيان رئاسي بشأن الأوضاع في غزة، ذلك أنّ بيانات المجلس تصدر بالإجماع.
وحضر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، ممثلا لبلاده في مجلس الأمن، بسبب استقالة نيكي هايلي من منصبها مندوبا عن بلادها في المجلس.
بدوره، قال السفير الكويتي في الأمم المتحدة إن غالبية أعضاء مجلس الأمن اعتبروا أنّه لا بد للمجلس من "أن يفعل شيئاً ما" مثل القيام بزيارة إلى المنطقة، لكن لم يصدر أي قرار بهذا الشأن.
وكان السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون استبق اجتماع المجلس بالقول: "لن نقبل بدعوة الجانبين لضبط النفس".
وأضاف: "هناك جانب يهاجم ويطلق 400 صاروخ على المدنيين، وهناك جانب آخر يحمي مدنييه".
وعقد اجتماع مجلس الأمن بعدما أعلنت الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة وفي مقدّمها حماس أنها توصّلت بوساطة مصرية إلى وقف لإطلاق النار بينها وبين إسرائيل.
وقالت الفصائل إنها ستلتزم بالهدنة طالما التزمت بها إسرائيل التي لم يصدر عنها أي تأكيد رسمي لهذه الهدنة.
واستشهد سبعة فلسطينيين خلال العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في اليومين الماضيين في أسوأ تصعيد منذ عام 2014.
وبدأ التصعيد الأخير مساء الأحد، مع عملية خاصة لقوات الاحتلال الإسرائيلي داخل القطاع، أعقبها رد مسلح عاجل من مقاتلي "حماس".
وردت فصائل المقاومة بإطلاق مئات الصواريخ وقذائف الهاون على المناطق المحتلة. واستهدفت قذيفة مضادة للدبابات حافلة كانت تقل جنودا إسرائيليين. وأصيب جندي إسرائيلي بجروح بالغة في هذا الهجوم.
يشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي شن عدوانا على غزة ثلاث مرات منذ 2008، وأثار قمع الاحتلال وعنفه ضد احتجاجات على الحد الفاصل بين غزة والأراضي المحتلة منذ 30 آذار/ مارس مخاوف من اندلاع حرب رابعة، لا سيما مع اشتداد الحصار على القطاع وسوء الأوضاع الإنسانية فيه.