وبحسب المعلومات التي أدلى بها المصدر فان التسجيلات التي تمتلكها سلطات التحقيق لا تتوقف على السبع دقائق التي يجري الحديث عنها في وسائل الاعلام والتي تم إطلاع الولايات المتحدة ودول أوروبية عليها.
وقال المصدر إن لدى سلطات التحقيق التركية تسجيلات تمتد الى ما قبل وما بعد جريمة الاغتيال، لكن أهم ما في هذه التسجيلات محادثات دارت داخل السفارة، أو عبر شبكات الاتصال التي استخدمها فريق الاغتيال، وهي محادثات تكشف تفاصيل إضافية بالغة الأهمية تتعلق بالجريمة.
وأضاف المصدر أن التسجيلات تكشف أن ضابط المخابرات ماهر المطرب أطلع القنصل محمد العتيبة على تفاصيل العملية، قبل ساعات من دخول خاشقجي إلى القنصلية يوم الثاني من تشرين أول/ أكتوبر الماضي.
ويؤكد المصدر المقرب من مكتب المدعي العام التركي أن سلطات التحقيق التركية تمكنت من الوصول الى تسجيلات استمرت الى ما بعد ارتكاب الجريمة بعدة أيام، وتتضمن النقاشات التي دارت بين عناصر فريق الاغتيال، وكذلك الاتصالات التي أجروها، سواء من هواتفهم النقالة أو من الهواتف الثابتة داخل القنصلية السعودية.
ويقول المصدر إن المزيني، وهو الملحق العسكري في القنصلية، جلس مع خاشقجي لمدة طويلة يوم الجمعة 28 أيلول/ سبتمبر 2018، وهو اليوم الذي دخل فيه جمال لأول مرة الى القنصلية طالبا منهم إنجاز المعاملة الشخصية الخاصة به، وتبين أن المزيني غادر اسطنبول الى الرياض في اليوم التالي للبدء بالترتيب لعملية الاغتيال، وطلب منه العودة لإنهاء المعاملة يوم الثلاثاء الثاني من أكتوبر.
وبحسب المعلومات التي تتوافر لدى سلطات التحقيق التركية فان المزيني التقى في الرياض نائب رئيس جهاز الاستخبارات السعودية أحمد عسيري والذي بدأ على الفور الترتيبات اللازمة لتنفيذ الجريمة.
وتستحوذ هذه المعلومات على أهمية كبيرة حيث أن وصول الأتراك الى تفاصيل أكبر حول المحادثات التي جرت بين فريق الاغتيال وبين القنصل، والأنشطة التي قام بها الملحق العسكري المزيني، يعني أن التفاصيل الكاملة للجريمة أصبحت واضحة لديهم، وأن المسؤول النهائي والحقيقي عنهامن السهل الوصول له، وليس فقط فريق الاغتيال الذي قام بتنفيذ المهمة.