إن التصعيد المستمر للهجمات ضد مدينة الحديدة في اليمن من قبل التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي يؤكد أن الدعوات الأمريكية لوقف إطلاق النار ليست سوى كلام فارغ. إن التصريحات الأخيرة تحاول تضليل العالم. القادة السعوديون متهورون ولا يهتمون بالدبلوماسية. إن لدى الولايات المتحدة النفوذ والقدرة لوضع حد للنزاع، لكنها قررت حماية حليف فاسد.
إن أي مراقب للجرائم التي ارتكبتها المملكة العربية السعودية في اليمن – وهي حملة ترافقها معلومات مغلوطة (تضليل) وحصار على الصحفيين الذين يحاولون تغطية الحرب – يمكنه تقديم تقرير (سرداً) عن القتل العشوائي لعشرات الآلاف من المدنيين، ومعظمهم من خلال الضربات الجوية. وقد أدت هجماتهم إلى أكبر أزمة إنسانية على الأرض.
لقد انعكست وحشية النظام السعودي في مقتل الصحفي جمال خاشقجي. ويمكن ملاحظة ذلك في التصعيد العسكري والغارات الجوية في الحديدة والأماكن الأخرى في تحدٍ لجميع التحذيرات الدولية.
إن الهدف من حصار المدينة الساحلية هو إجبار الشعب اليمني على الركوع. ويستخدم التحالف المجاعة والكوليرا كأسلحة حرب. ويقوم (التحالف) أيضاً بابتزاز الأمم المتحدة بالتهديد بقطع أموالهم والدعم المالي، وكأنها مؤسسة خيرية (متفضلة) وليست مسؤولية مطلوبة عليها بموجب القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن.
تريد الولايات المتحدة أن يُنظر إليها كوسيط صادق ونزيه، ولكنها في الواقع تشارك وتقود أحيانًا العدوان على اليمن.
نحن ندافع عن أنفسنا – ولكن ليس لدينا طائرات حربية أمريكية مثل تلك التي تقصف اليمنيين بالأسلحة المحرمة والمحظورة المحرمة. لا يمكننا رفع الحصار المفروض على الواردات والصادرات اليمنية. لا يمكننا إلغاء (فك) الحظر الجوي والسماح للرحلات الجوية اليومية، أو إنهاء حظر استيراد السلع الأساسية والأدوية والمعدات الطبية من أي مكان آخر غير الإمارات، لأنهم فرضوا ذلك على رجال الأعمال اليمنيين.
والقائمة تطول. هذه الممارسات القمعية تقتل وتدمر اليمن.
لم يكن اليمن هو من أعلن الحرب في المقام الأول، وحتى أن جمال بنعمر، المبعوث الخاص للأمم المتحدة السابق، قال إننا كنا قريبين من صفقة تقسيم السلطة في 2015 والتي تم عرقلتها بغارات التحالف. نحن مستعدون لوقف الصواريخ إذا أوقف التحالف بقيادة السعودية غاراته الجوية.
ولكن دعوات الولايات المتحدة لوقف الحرب على اليمن ليست سوى وسيلة لحفظ ماء الوجه بعد الإذلال والإهانة التي تسببت بها المملكة العربية السعودية ورجلها المدلل، ولي العهد محمد بن سلمان، الذي تجاهل نداءات ومناشدات واشنطن لتوضيح مقتل خاشقجي.
علاوة على ذلك، يفضل ترامب وإدارته وبشكل واضح مواصلة هذه الحرب المدمرة بسبب العوائد الاقتصادية التي تنتجها – ويسيل لعابهم لعوائد أرباح مبيعات الأسلحة تلك.
نحن نحب السلام، السلام المشرف والكريم الذي قال عنه قائد ثورتنا السيد عبد الملك الحوثي. نحن مستعدون للسلام، سلام الشجعان. وإن شاء الله، سيظل اليمنيون أهل السلام وداعمي السلام ومحبي السلام.
المصدر : صحيفة واشنطن بوست
110