أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي نافذ عزام، أن المساعدات التي حصلت عليها غزة، هي نتاج الحراك الجماهيري الذي كان أحد أهدافه رفع الحصار وكسره، دون دفع أي ثمن سياسي مقابله.
وقال القيادي عزام في حديث خاص لـ “فلسطين اليوم”، مساء امس، أنه لا يمكن رفض أي جهة تريد أن تقدم المعونة والمساعدة للشعب الفلسطيني خاصة وأن هذه المساعدة، خالية من أي تنازلات سياسية أو ثوابت فلسطينية ضحى من أجلها الشعب الفلسطيني.
وأضاف، أن الحراك الجماهيري الفلسطيني السلمي (مسيرات العودة) منذ سبعة أشهر والتي كان أحد أهدافها رفع الحصار أو كسره، وتخفيف معاناة الشعب، توجت بخطوات عملية لكسر الحصار وتخفيف المعاناة التي يعيشها شعبنا، بعد جولة من المفاوضات المستمرة والمساعي المصرية والأمم المتحدة منذ فترة طويلة. مشدداً على أن هذه المساعدات غير مرتبطة بتنازل عن برامج سياسية أو ثوابت فلسطينية على الإطلاق، لافتاً إلى أن الأمر يتعلق ببعض الوسائل والأدوات التي استخدمها الحراك الشعبي الجماهيري. وأكد في الوقت ذاته على استمرار مسيرة الشعب الفلسطيني وأنه لا مجال على الإطلاق للتنازل عن حقوق شعبنا والرضوخ لما تريده "إسرائيل". إضافة إلى أن هذه المسيرات هي تعبير عن حراك الشعب ورغبته في كسر الصمت الذي يلف المنطقة وتعبير عن رفض الشعب الفلسطيني لحالة الانقسام المؤسفة التي نعيشها.
وحول اللقاءات بين الوفد المصري والفصائل لإنهاء الإنقسام، أكد القيادي عزام أن الحوار والمساعي لإنهاء الانقسام لن تتوقف، مشيراً إلى أن الانقسام طال كثيراً، والأزمة تحتدم في الساحة الفلسطينية، والفلسطينيون جميعا يدفعون الثمن، وهذا غير مقبول وغير منطقي، لكن لا يجوز الاستسلام لهذا الواقع وستستمر المساعي حتى نخرج من هذه المتاهة وهذه الحالة المؤسفة، لأنه لا يوجد مسوغ مقنع لاستمرار الحالة التي تعيشها الساحة الفلسطينية، مهما كان حدة الخلاف، فلا يجوز استمرار هذه الحالة على الاطلاق.
وأوضح أن جميع القضايا والملفات طرحت على الطاولة خلال الاجتماعات مع الوفد المصري، وربما يحدث انجاز في ملف أكثر من ملف آخر، لكن المساعي في المحصلة مستمرة حتى نصل إلى ما يطمح له شعبنا.
مطلوب من السلطة الكثير
وعن عدم تطبيق قرارات المجلس المركزي من قبل اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، شدد القيادي عزام أنه كان هناك خطأ عندما عقد المجلس المركزي بهذه الطريقة في ظل غياب فصائل مهمة ومؤثرة سواء من داخل المنظمة كالجبهة الشعبية والجبهة الديمقراطية، ومن خارجها، كحركتي حماس والجهاد الإسلامي، ومع ذلك ورغم خروج تلك الجلسات بقرارات تتعلق بالعلاقة مع "إسرائيل"، للأسف لم يتم تفعيلها والعمل بها. مؤكداً أن السلطة الفلسطينية مطالبة بالكثير في هذا الملف السياسي (العلاقة مع إسرائيل)، ومطالبة باتخاذ إجراءات حازمة وحاسمة، إضافة إلى ما يخص الشأن الداخلي الفلسطيني والانقسام، فالسلطة مطالبة أكثر من كل الأطراف الأخرى باتخاذ قرارات سريعة وحاسمة لتعزيز الثقة بين أبناء الشعب الفلسطيني.
المطبعون سيهرولون خلف سراب
وحول هرولة بعض الأنظمة العربية للتطبيع مع "إسرائيل" في ظل ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرات، والمنطقة من عدم استقرار، أوضح القيادي عزام أن الموقف العربي مفتت وهذه الدول التي تحاول كسب الرضا الأمريكي من خلال نسج علاقات مع "إسرائيل"، مخطئة تماما لأنها لا تقرأ التاريخ جيداً والواقع، لافتاً إلى أن ما تعيشه المنطقة هي ظروف طارئة ولا يجوز للطارئ أن يحدد خط سير التاريخ، كما لا يجوز للطارئ أن يوجه الاستراتيجيات.
وقال:” إن الدول العربية التي تستقبل الوفود الإسرائيلية ويعزف فيها النشيد الإسرائيلي دول تسيئ للتاريخ كله وتسيء لهذه الأمة العظيمة وتسيء للفلسطينيين ولنفسها ولشعوبها ولن تجني أي فائدة. وشدد على أن "إسرائيل" لن تكون طرفا مفيداً لأي طرف عربي ومسلم، منوهاً إلى أن أينما ذهبت"إسرائيل" حل الخراب والفوضى والدمار، لأن "إسرائيل" لا تريد الخير لهذه الامة وشعوبها وحكوماتها. وأكد على أن أي نظام عربي يخطئ كثيراً عندما يوغل في مسار التطبيع الذي يخالف سنن التاريخ والسياق الذي أوجد هذه الأمة وحضارتها العظيمة، هذه الدول ستشعر بالخسارة والندم بعد وقت.
خسارة ترامب في مجلس الشيوخ
وفي الشأن الأمريكي، وخسارة الرئيس الأمريكي في الانتخابات النصفية لمجلس الشيوخ، رأى القيادي عزام، أن الطبيعي أن تحصل هذه الخسارة لترامب، والغريب هو وصول ترامب للبيت الأبيض بغض النظر عن السياسية الأمريكية طوال الوقت. وقال:"ترامب شخص يفتقد لأي خبرة سياسية، ويتعامل مع العالم بأسره بمنطق التجارة والشركة التي تريد أن تحتكر كل شيء"، هذا كان أمراً غريبا ومثل خروجاً عن المألوف حتى في السياسية الدولية التي ربما افتقرت للمعاير الأخلاقية في مراحل عدة.
وأضاف أن السياسيات الهوجاء التي اتخذها ترامب ربما ساهمت في كشف الأمور تماما بالنسبة للناخب الأمريكي، وهذا أدى إلى خسارة كبيرة للحزب الجمهوري الذي ينتمي له ترامب، وسيكون له تداعيات كبيرة على مستوى العالم، ولن يكون ترامب طليق اليد ليفعل ما يريد طالما أن الامر تغير في مجلس النواب الأمريكي الذي سيطر عليه الحزب الديمقراطي المنافس لترامب.
العقوبات الأمريكية على إيران ستفشل
وحول فرض المرحلة الثانية من العقوبات الأمريكية على إيران، في 4 نوفمبر، لم يستبعد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي أن تزامن هذا التاريخ في فرض العقوبات يكون انتقاماً أمريكياً لما حدث مع سفارتها بعد نجاح الثورة الإيرانية، عندما تم احتجاز الرهائن في مقر السفارة الأمريكية في طهران. مشدداً على أن التجربة تؤكد أن مثل هذه العقوبات لن تنجح خاصة أن العالم كله يقف ضد تلك العقوبات وتلك السياسة. مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي أدان بشدة العقوبات التي فرضتها الإدارة الامريكية على إيران. وقال:” إن ايران تدفع ثمن وقوفها مع الفلسطينيين، وعدم الانحناء أمام السياسية الامريكية، وثمن تمسكها بالقرار السياسي.
وأضاف أن الموقف الأمريكي من إيران يفرض على العرب والمسلمين أن يتضامن جميعاً مع إيران، خاصة أن الأوروبيين يتخذون هذا الموقف، ومصمم على مواجهة العقوبات الامريكية وتقديم برامج تمنع تأثير تلك العقوبات. وأوضح أن ما يقوم به ترامب يخالف السياسة الدولية والمواثيق الدولية، والحليف التقليدي لأمريكيا المتمثل في الاتحاد الأوروبي، لذلك حزمة العقوبات يفترض أن تكون دافع لتضامن من الدول العربية والإسلامية.