يبدو أن اكتشاف الكيفية التي بنيت بها الأهرامات في مصر قد اقترب خطوة للأمام، بعد أن عثر فريق من علماء الآثار على نقوش قد تكشف أمورا جديدة فيما يتعلق بالطريقة التي بنيت بها الأهرامات بعدد كبير من الأحجار الضخمة.
وكان العلماء يبحثون في النقوش القديمة المنحوتة على جانبي السلالم في أحد المحاجر التي جلبت منها الكتل الحجرية المستخدمة في بناء الأهرامات، وكذلك في مجموعة من الثقوب المتسلسلة التي توحي بأنها كانت تستخدم لسحب الكتل الحجرية الضخمة.
وكانت النظريات المتداولة في السابق ترجح بشكل كبير أن المصريين القدماء استخدموا المنحدرات لتحريك الحجارة التي بنيت بها الأهرامات، لكنّ أمرا غيّر النظرة وهو هيكل وجده فريق البحث الإنجليزي الفرنسي يرجع تاريخه إلى مدة تسبق المدة التي بني فيها الهرم الأكبر في الجيزة.
ويعتقد الباحثون أن هذه العلامات والظواهر ربما تشير إلى أن البناة كانوا قادرين على التحرك حول الصخور بدلا من مجرد سحب الكتل الحجرية خلفهم، وأن بعض العمال كانوا يستخدمون نظام البكرة لتسهيل عملية التحريك.
وبحسب تفسيرات الباحثين، فإن هذا الاكتشاف هام جدا لأنه يوحي بأن العمل في بناء الأهرامات تم بسرعة أكبر مما كان يعتقد في السابق.
وقال الدكتور رولاند أنمارش، المحاضر في علم المصريات بجامعة ليفربول والمدير المشارك في مشروع البحث، إن النظام الذي تم اكتشافه يبين أن هنالك أشخاصا أكثر ساهموا في تحريك الكتل الحجرية بطرق عدة كالسحب والدفع، ومن الممكن أن يكونوا قد استخدموا البكرة، مما سهل وسرّع عملية البناء.
وأكد أن التركيز كان على توثيق النقوش على جانبي السلالم لأنها قد تشكل دليلا يوضح كيفية بناء الأهرامات.
وكانت مصر أعلنت في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي التوصل إلى حل لغز طريقة نقل الكتل الحجرية لبناء الأهرامات من محافظة المنيا {جنوب} إلى الجيزة المتاخمة للقاهرة.
وقال بيان لوزارة الآثار إن المصريين القدماء لجؤوا إلى منحدر مركزي، يحيط به سلّمان بهما ثقوب أعمدة، للمساعدة في رفع الكتل خارج المحجر من خلال منحدرات شديدة الخشونة.
وأعلنت الوزارة أيضا اكتشاف ما لا يقل عن مئة نقش تسمح بفهم تنظيم الحملات التي كانت تتم في محاجر المنيا لإخراج المرمر، الذي يعد من أهم الأحجار التي استخدمت في صناعة التماثيل والتوابيت والبلاط والمزهريات منذ عصر بناة الأهرامات.
وبحسب البعثة التي توصلت لهذه الاكتشافات، فإن المصريين القدماء استخدموا نظاما فريدا لنقل وسحب الكتل من المدخل أسفل المحجر، والذي تم العثور عليه بعد إزالة الرديم الذي كان يغطيه والذي يمكن تأريخه لعهد الملك خوفو.