ونقلت الصحيفة، في تقرير بعددها الصادر اليوم الثلاثاء، عن مصدر دبلوماسي غربي سابق، أن الملك الراحل شكَّل محكمة ملكية، للنظر في قيام بن سلمان باستثمارات كبيرة في سوق الأسهم، حيث أدانته ووجهت اللوم إليه.
وبيَّنت الصحيفة الأمريكية أن حالة من الغضب الشديد انتابت الملك الراحل، بعد فصل محمد بن سلمان عدداً كبيراً من الضباط في وزارة الدفاع، لكونه مستشاراً أعلى لوزيرها، مؤكدةً أنه أصدر أمراً بمنعه من دخول هذه الوزارة.
وأرجعت الصحيفة موجة الاعتقالات الكبيرة التي طالت أبناء الملك عبد الله، بعد وفاته، إلى سعي بن سلمان منه للانتقام منه في أبنائه، واعتبار ذلك نظير عقاب والدهم إياه -حين كان ملكاً- على عدد من تجاوزاته.
وذكرت أن الخلافات بين أبناء الملك الحالي سلمان والمتوفي عبد الله تعود لسنوات عديدة، ولكنها برزت بعد صعود بن سلمان السريع إلى السلطة.
وكان مِن أبرز آثار الخلافات حول وصول بن سلمان للسلطة، غضب الأمير تركي بن عبد الله بعد سيطرة بن سلمان على وحدة التحقيق الخاصة بوزارة الداخلية والتي يمكن استخدامها لتلفيق كل التهم، كما عبر عن ذلك شخص مقرب من العائلة.
وأوضحت "واشنطن بوست" أنه بمجرد وصول بن سلمان إلى الحكم، انتقم من أبناء الملك عبد الله، فاعتقل كلاً من الأمير متعب بن عبد الله (65 عاماً)، قائد الحرس الوطني، وأقاله من وظيفته، والأمير فيصل بن عبد الله (40 عاماً)، وهو رئيس سابق لهيئة الهلال الأحمر السعودي، والأمير مشعل بن عبد الله، المحافظ السابق لمكة المكرمة.
ويرى العديد من الأشخاص الذين لديهم علاقات بالعائلة المالكة، أن تركيز بن سلمان على عائلة الملك عبد الله كان جزءاً من مساعيه لتهميش منافسيه، والاستيلاء على السلطة وعلى صندوق مؤسسة الملك عبد الله، الذي يشرف عليه الأمير تركي والذي تقدَّر قيمته بنحو 20 مليار دولار.
وتشير الصحيفة إلى أن الملك سلمان بدأ بتهيئة ابنه لأداء أدوار كبيرة منذ أن كان الأول أميراً لمنطقة الرياض، حيث عيَّنه مستشاراً كبيراً وهو لا يزال في العشرينيات من عمره. وعندما أصبح سلمان ولياً للعهد عام 2012، وكان وقتها يشغل منصب وزارة الدفاع، عيّن ابنه مستشاراً أعلى له.
وإلى جانب التوترات العائلية بين أجنحة آل سعود، أكد بعض المراقبين أن بن سلمان قام بعمليات تصفية طالت عائلات سعودية ثرية، بعضها يعود لمنافسات إقليمية تاريخية أدت دوراً في تلك الاعتقالات.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن المؤرخ البريطاني روبرت لاسي قوله: إن "هذه العائلات هي التي ساعدت عبد العزيز في توحيد البلاد وبناء الدولة، في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي، واليوم يعامَلون كمجرمين".