وكشف المصدر أن هدف سعود المعجب كان "الوصول إلى سجلات المكالمات الأخيرة التي أجراها خاشقجي" قبل اغتياله في القنصلية على يد فريق جاء خصيصا من الرياض لقتله وفق تأكيدات السلطات التركية.
وكان خاشقجي أودع هاتفه مع خطيبته خديجة جنكيز والتي على ما يبدو لم يكن فريق الاغتيال يعلم أنها في الخارج وهو ما أكده تسريب من مكتب المدعي العام التركي أن فريق الاغتيال أصيب بالذعر عندما لم يجد هاتف خاشقجي بعد قتله مباشرة.
وأشارت التسريبات إلى أن الفريق بدأ بالبحث عن الهاتف بعد قتله مباشرة ولم ينجح به لأنه كان بحوزة خطيبته لكن في المقابل حصلوا بالتأكيد على الساعة وهي من طراز "آبل" المرتبطة بالهاتف.
وكانت قناة الجزيرة قالت إن كافة المستويات السعودية التي تواصلت السلطات التركية بشأن مقتل خاشقجي "طلبت الحصول على هاتفه".
اللائحة السوداء
ورأت المعارضة السعودية الأكاديمية مضاوي الرشيد أن هاتف خاشقجي إن كان مراقبا منذ مدة فستكون الإجابة لدى الطرف السعودي لكن على ما يبدو لم يكن بمقدروهم وأرادوا الاطلاع على جميع علاقاته بعد خروجه.
وأوضحت الرشيد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان كان معنيا "بالحصول على أي معلومات عن تحركات واتصالات خاشقجي في الفترة التي تلت خروجه من المملكة من أجل رفد اللائحة السوداء التي ابتكرها مع مستشاريه".
وقالت إن السلطات السعودية "تشغل نفسها بهاتف خاشقجي لأسباب غير معلومة لكنها ترفض الإجابة عن السؤال المهم وهو أين جثة الرجل".
لكنها في المقابل لم تقلل من أهمية الهاتف وقالت إنه "مهم من ناحية الاتصالات التي جرت بينه وبين سفارة واشنطن وبينه وبين القنصلية بإسطنبول وربما هناك رغبة للتخلص من هذه الاتصالات التي ربما تقود لدليل معين في الجريمة".
واعتبرت أن السعوديين يسعون لـ"كسب الوقت وتمييع القضية لإخفاء الجريمة عن وسائل الإعلام وحتى اللحظة هناك كذب متواصل من الرياض بشأن ما جرى".
وشددت على ضرورة خروج النيابة العامة التركية ببيان رسمي وعرض الأدلة أمام العالم ومواجهة السعوديين بها بدلا من ترك المجال لهم ليماطلوا في الأمر لحين نسيانها.
اتصالات على مستوى
من جانبه قال الإعلامي أحمد حسن الشرقاوي إن هاتف خاشقجي كان من الأهمية بمكان لفريق القتلة من أجل طمس معالم الجريمة التي ارتكبوها بحقه.
وأشار الشرقاوي إلى أن عدم عثور فريق الاغتيال على الهاتف "أفشل العملية من جانب أنهم خسروا الكم الهائل من البيانات التي كانوا بصدد الحصول عليها فضلا أن الهاتف ربما يكون في حوزة شخص آخر من المحتمل أن يكشف فعلتهم وهو ما حصل".
وشدد على أن مصادرة الهاتف كان أحد الأهداف التي سعى القتلة لتحقيقه متسائلا: "لماذا جلبوا مختصين بالأمور التقنية ضمن فريق قتلة وصل إلى إسطنبول؟".
وأضاف الشرقاوي: "خاشقجي بعد خروجه من السعودية تواصل معه الكثير، ومنهم سعود القحطاني كما كشف بنفسه في المقابلة السرية التي بثتها بي بي سي" وتابع: "لكن ربما تواصل معه من هم أكبر من القحطاني وقد يكون هناك مراسلات بين ابن سلمان وخاشقجي لإقناعه بالعودة" وفق تخميناته.
وبشأن رفض الأتراك تلبية طلب السعوديين بالاطلاع على سجلات الهاتف قال الشرقاوي: "الجهاز بالتأكيد خضع لتدقيق واف من قبل المختصين الأتراك ومن المؤكد أنهم حصلوا على معلومات غاية في الأهمية ربما كثير منها تعد أدلة على جريمة قتله وتدين بعض الشخصيات وهو السبب وراء رفض الطلب السعودي".
ولفت إلى أن "القرائن التي حصل الأتراك عليها من الهاتف ربما تدخر لمراحل لاحقة لإجبار السعوديين على كشف ما قاموا به بالكامل قبل الإفصاح عنها".