وقال بالمر أمس الاثنين إن بناء السفينة استؤنف الشهر الماضي، ومن المخطط أن تنتقل من دبي بالإمارات إلى ميناء ساوثمبتون في بريطانيا، للإبحار في رحلات منتظمة إلى نيويورك، نفس مسار السفينة الأولى التي تحطمت في أولى رحلاتها بعد اصطدامها بجبل جليدي عام 1912.
ويتوقع بالمر أن تنطلق أولى رحلات السفينة الجديدة بحلول عام 2022، بدلا من 2018، أي بعد 110 أعوام من انطلاق رحلة السفينة الأصلية.
وكان من المفترض أن تبحر أولى رحلات "تايتانيك 2" مع نهاية عام 2016 الماضي، حتى إن شركة "بلو ستار لاين" التي يمتلكها بالمر استلمت العديد من الطلبات لمنصب قبطان السفينة، لكن الخطط توقفت في عام 2015 بسبب صعوبات مالية.
كليف بالمر كشف بعض الإضافات إلى النسخة الجديدة حرصا على سلامة الركاب (رويترز-أرشيف)
وفي سبتمبر/أيلول الماضي قال بالمر إن "تايتانيك 2 مشروع فريد من نوعه سيولد انطباعا دوليا غير مسبوق.. وستتبع السفينة الجديدة الرحلة الأصلية، حيث تنقل الركاب من ساوثمبتون إلى نيويورك، لكنها ستبحر أيضا حول العالم، لتجتذب انتباها لا مثيل له، في كل ميناء تزوره".
ويتردد أن الشركة المنفذة لبناء السفينة "بلو ستار لاين" مستعدة لإنفاق 500 مليون دولار على المشروع، ويخطط بالمر أن تكون تكلفة الراكب في الدرجة الأولى بالسفينة أقل مما كانت على تايتانيك الأصلية، والتي توازي نحو خمسين ألف جنيه إسترليني اليوم.
إجراءات السلامة
وغرقت تايتانيك الأصلية بينما كانت تحمل 2224 راكبا إضافة إلى طاقمها، بعد أن اصطدمت بجبل جليدي أثناء رحلتها الأولى في 15 أبريل/نيسان 1912، وكانت تحمل 16 قارب نجاة خشبيا استوعبت 1178 شخصا فقط، أي ما يعادل ثلث حمولتها الإجمالية.
لكن السفينة الجديدة ستتمكن من نقل 2435 راكبا فضلا عن 900 هم أفراد الطاقم، والأهم من ذلك أنه سيكون لديها قوارب نجاة يمكنها حمل 2700 شخص، فضلا عن طوافات نجاة إضافية تتسع لـ800 شخص.
وقال بالمر إن "تايتانيك 2" ستشمل أيضا المزيد من إجراءات السلامة لجعلها متوافقة مع اللوائح الحديثة، لكنها مع ذلك ستكون أقرب ما تكون إلى الأصل قدر الإمكان.
وأظهرت التصاميم الخاصة بـ"تايتانيك 2" مدى التوافق مع سمات التصميم الأصلية، بما في ذلك وسائل الراحة والحمامات التركية وصالات الألعاب الرياضية، فضلا عن ملعب للأسكواش وحوض سباحة صغير، لكن قد يعاد التفكير فيما يتعلق بغرفة خاصة للمدخنين في الدرجة الأولى، ومسبح المياه المالحة والساخنة من المحيط.
ويحرص أصحاب المشروع على أن تكون السفينة الجديدة -قدر الإمكان- بمواصفات القديمة، ولذا لن تكون بالسفينة أجهزة تلفاز أو شبكة إنترنت، وسيزود الركاب بملابس الفترة التي انطلقت فيها السفينة الأولى، لكن ستحدث تغييرات ضرورية، إذ يعدل مركز التحكم الملاحي للسفينة وفقا لأحدث اللوائح والتكنولوجيا.
منافسة صينية
الجدير بالذكر أن السفينة الجديدة المزمع إنشاؤها ستواجه منافسة جادة من الصين، التي تبني بدورها نسخة طبق الأصل من تايتانيك من المقرر الانتهاء منها بحلول نهاية العام الجاري، على أن تفتح للجمهور في عام 2019، واختير لها اسم "رومانديسا تايتانيك".
لكن النسخة الصينية لن تكون سفينة بحرية، بل ستبقى بمرسى دائم على ضفة نهر "كي" في مدينة سوينينغ، حيث يتمكن الزوار من التجول في النسخة المتماثلة، التي ستتضمن قاعة احتفالات ومسرحا وحمام سباحة.