استفسر ابراهيم منها عما تقوله، فأخبرته انها، وفور مشاهدتها خطاب رئيس الحكومة، اتصلت بزوجها الذي كان يرافقه. رد عليها، ولم يكن على علم بما يجري. ثم سمعت صراخاً بقربه، وأشخاصاً يتحدّثون معه بعدائية. قطع العرب الاتصال قائلا لزوجته انه سيحادثها بعد دقائق. حاولت الاتصال به مجدداً، لكنها لم تفلح. الصراخ الذي سمعته جعلها تقتنع بأن الذين يصرخون كانوا يريدون توقيف زوجها او اختطافه.
اتصال ردينة العرب كان الاشارة الاولى على حقيقة ما جرى في الرياض، في ذلك اليوم المجنون. نادر الحريري، مدير مكتب رئيس الحكومة، كان يضع اللمسات الاخيرة على جدول أعمال الزيارة التي سيقوم بها رئيس الحكومة في اليوم التالي الى شرم الشيخ، للمشاركة في مؤتمر والاجتماع بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي. الرجل الاقرب (في ذلك الحين) الى سعد الحريري، صُدم باعلان الأخير استقالته. بعد وقت ليس ببعيد، اتصل به هاتفيا. كرر رئيس الحكومة على مسامع مدير مكتبه، بنبرة لا تخلو من «الرسمية»، ما قاله في بيان الاستقالة عن إيران وحزب الله. اللغة التي استخدمها لم تكن معتادة بين الرجلين. تيقّن نادر من أن ابن خاله لم يكن في وضع طبيعي، فختم الاتصال بعبارة «الله يحميك».