الكاتب “يفغيني كروتيكوف” تساءل في مقاله بالصحيفة عن العمليات السابقة لهذه الفرقة وتاريخها الأسود والشخصيات التي قامت بتصفيتها.
ويقول الكاتب إن جريمة القتل الوحشية بحق الصحفي السعودي جمال خاشقجي ليست الوحيدة التي ارتكبتها القوات الخاصة السعودية، بل إن السعودية كلفت وحدة خاصة للقيام بتصفية مثل هذه الشخصيات، موضحا أن طريقة عمل هذه الفرقة ونوع العمليات المعتمدة في تنفيذ جرائمها تعد مثيرة للاهتمام.
ويضيف الكاتب أنه من المرجح أن يكون اللواء أحمد عسيري هو المسؤول عن فكرة تشكيل هذه الفرقة، وهي مجموعة مكونة من أفراد من الحرس السعودي ومن الأجهزة السعودية الخاصة.
ويشير إلى أن هذه الفرقة أو المنظمة لا تنفذ مهام رسمية، وإنما تنفذ في الغالب “مهام شخصية”، أي لصالح شخصيات معينة، وأنه لا تسجل المهام المطلوبة منها على الورق.
ويذكر الكاتب بأن عددا من المعتقلين الثمانية عشر بقضية خاشقجي يعمل في صفوف ضباط الحرس الملكي، وأن شخصا منهم تعامل مباشرة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ويشير الكاتب إلى أن “فرقة النمر” ظهرت في مناسبات عديدة قبل مقتل خاشقجي، موضحا أن المدوّن السعودي عمر عبد العزيز المقيم في كندا سبق أن تلقى دعوة لزيارة القنصلية السعودية في فانكوفر للحصول على جواز سفر جديد، غير أنه راودته الشكوك، وأنه بعد مفاوضات مع موظفي القنصلية قرر عدم الذهاب إليها، مما أنقذ حياته.
وإثر رفض عمر الذهاب إلى قنصلية بلاده في كندا، قبضت السلطات على العديد من أفراد عائلته والمقربين له، مما دفعه لتسليم تسجيلات صوتية جمعته مع سعوديين إلى صحيفة واشنطن بوست الأميركية، غير أن عمر عبد العزيز لم يعلن عن تعرضه لتهديدات مباشرة بالقتل، وإنما أكد فقط على محاولة استدراجه لمبنى القنصلية.
ويحذر الكاتب من أن بعض المصادر تشير إلى أن دعوة الصحفيين والمدونين إلى القنصليات تعد من الطرق المعتمدة لمحاولة تصفيتهم، وأن هذه الطريقة نجحت للمرة الأولى مع الصحفي خاشقجي.
ويضيف الكاتب أن حادثة تحطم مروحية الأمير السعودي منصور بن مقرن بن عبد العزيز –ومقرن هو ولي عهد سابق عزله الملك سلمان بن عبد العزيز- تعد من الأمثلة الأخرى على تدخل فرقة النمر في عمليات تصفية المعارضين. وكان الأمير منصور بن مقرن حتى 2012 قائد المخابرات السعودية.
وفي حين لم يكتمل التحقيق إزاء حادثة مروحية الأمير منصور بعد، يشير الكاتب إلى أن بعض الأنباء تروّج بأن “فرقة النمر” هي من نفذ هذه العملية بعد “مذبحة الأمراء” الشهيرة أو اعتقال عدد منهم في فندق الريتز كارلتون العام الماضي.
ويشير الكاتب إلى أنه من المرجح أن الأمير منصور بن مقرن حاول الفرار من البلاد على متن طائرته الشخصية، إلا أن “فرقة النمر” أطلقت النار على الطائرة.
ويضيف الكاتب أن مسألة وفاة القاضي الشهير رئيس المحكمة العليا في مكة الشيخ سليمان عبد الرحمن الثنيان، الذي توفي بعد حقن فيروس مجهول بجسده في زيارة روتينية للمستشفى، تعد من تنفيذ “فرقة النمر”، مشيرا إلى أنه يُعتقد أن العدوى بالأمراض المميتة خاصة فيروس نقص المناعة البشرية هي من الطرق التي تعتمدها “فرقة النمر”.
ويشير الكاتب إلى أن “فرقة النمر” لا تعتمد أسلوب القتل المباشر، وإنما تقوم بتنظيم جرائم قتل غامضة، من خلال حوادث سير أو تسميم الضحية عن طريق حقن جسدها بمادة مجهولة.
ويستدرك الكاتب بأنه من الواضح أن “فرقة النمر” ارتكبت خطأ ما في تنفيذ جريمة قتل خاشقجي. ويشير إلى أن المخابرات السعودية لم تلجأ إلى مثل هذه الأساليب، قبل تأسيس “فرقة النمر”.
ويضيف الكاتب أنه فيما يتعلق بالإصلاحات الأخيرة التي يصرح محمد بن سلمان بأنه قام بها في أجهزة المخابرات السعودية، فهي مجرد تغييرات شكلية.
ويرى الكاتب أن الإصلاح الحقيقي الذي كان بإمكان ولي العهد القيام به هو إلغاء عمل “فرقة النمر”، لكنه لم يقم بذلك.
ويختتم بأن هذه الفرقة قد تقوم بعمليات فاشلة بشكل أكبر من الفشل في جريمة قتل خاشقجي، مما قد يسبب فضيحة أكبر.