وتحت عنوان: “الإمارات أصبحت أسبرطة الصغيرة في الشرق الأوسط” كتبت لويزا كالاهان عن القاعدة العسكرية الإماراتية التي تبدو من الجو قرب مضيق باب المندب وتظهر ثكناتها المبنية من الطوب الملون وتحرسها أنظمة باتريوت أمريكية.
وقالت إن مديرية الخوخة حيث القاعدة كانت زاوية هادئة من اليمن تمتد شواطئها المحاطة بالنخيل على مدى النظر إلا أن الإماراتيين حولوها الآن إلى معرض لقوتهم العسكرية حيث أصبحت من أكثر الدول التي تتدخل عسكرياً في منطقة الشرق الاوسط.
وتقول إن هذه النقلة جعلت جنرالات أمريكا في أفغانستان تعتبر الإمارات “اسبرطة الصغيرة” أي قوة عسكرية مكرسة لإعادة تشكيل ميزان القوة الحساس في المنطقة.
وأقامت الامارات قواعد عسكرية في ميناء بربرة وعصب وموانئ تجارية تنشر المال والتأثير. وبالإضافة إلى أستراليا، كانت الإمارات الدولة الوحيدة من غير دول الناتو التي قدمت الدعم الجوي للقوات الأمريكية في أفغانستان.
ودعا وزير الدفاع الأمريكي جيمس ماتيس إلى وقف للأعمال العدوانية نهاية الشهر الحالي من ضمن خطة سلام. وحتى لو توقف القتال فمن المستبعد ان تتخلى الإمارات عن مواقعها الاستراتيجية في اليمن لأن طموحاتها كبيرة.
وفي اليمن يسيطرون على ميناءي عدن والمكلا. وجيشهم الذي وصف مرة بأنه “نمر من ورق” مسلح جيداً ولكن بخبرات قليلة. وضخت الإمارات الملايين لتدريب الجيش الذي يبلغ تعداده 63000 جندي على يد الضباط البريطانيين والأمريكيين.
ويقول مسؤول دفاعي سابق: “لديهم معدات عسكرية متفوقة” وهم “مدربون جيداً”. إلا أن التوسع الإماراتي أثار أسئلة حول ما إن كانت الدولة الصغيرة تبالغ في لعب دور أكبر من حجمها.
فقد دفعت حسب تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” إلى مؤسس شركة التعهدات الأمنية إريك برينس ملاين الدولارات لكي ينشئ جيشا يضم مقاتلين مرتزقة كولومبيين.
وتتهم الإمارات في اليمن بإدارة سجون سرية يعرض فيها المعتقلون اليمنيون للتعذيب وتنفي الإمارات الاتهامات. إلا أن مراقباً غربياً قال “لا أحد يعرف إلى الحد الذي سيذهبون إليه” و”يريدون الاستقرار لكن هذا يصعب موازنته”.
وأمس قال مبعوث الأمم المتحدة لليمن مارتن غريفيث إن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي بقنصلية بلاده في إسطنبول، واقتراب موعد الانتخابات النصفية الأميركية؛ وراء الدعوة لوقف الحرب في اليمن.
في حين قالت حركة انصار الله إنها لم تتلق أي دعوة أممية لحضور جولة جديدة من المفاوضات.
ففي مقابلة مع قناة سي أن أن الأميركية، رأى غريفيث أن الحدثين المذكورين حفّزا إطلاق دعوة وقف الحرب باليمن، كما حفزت المصالح الغربية -ليس في واشنطن والمنطقة فقط، بل في أوروبا أيضا- تلك الدعوة.
وأشار المبعوث الأممي إلى أن الخوف من مجاعة وشيكة في اليمن أسهم أيضا في الدعوة لوقف الحرب، وشدد على أن للولايات المتحدة الأميركية فرصة سانحة لإنهاء تلك الحرب.
مع ذلك، فإن “الدعوات لإنهاء الحرب أمر، واتخاذ خطوات عملية لذلك يعد أمرا آخر”، بحسب المسؤول الأممي.