حيث رصد علماء فلك أستراليون أكبر ثقب أسود في الكون حتى الآن، واكتشفوا أنه ينمو بوتيرة متسارعة جداً تفوق ما هو مألوف. ويشكّل الثقب الأسود، في العادة، منطقة في الفضاء تفوق في الغوالب مليون كتلة شمسية، وتبلغ الجاذبية فيها درجة عالية لا ينجو منها حتى الضوء.
ووفقاً لتقارير صحفية، لاحظ علماء من الجامعة الوطنية الأسترالية، أن الثقب الأسود المكتشف حديثاً يأتي على كل شيء في طريقه، ذلك أنه يبتلع ما يعادل كتلة الشمس في كل يومين.
وتمّ رصد الثقب حين كان حجمه يعادل عشرين مليار شمس. وقال كريستيان وولف؛ وهو باحث في مدرسة بحوث الفلك بالجامعة الأسترالية، إنه على الرغم من كون الثقب الأسود مختبئاً في أرجاء الكون، إلا أنه يصدر كميات مهمة من الطاقة، لاسيما الأشعة فوق البنفسجية.
وأضاف أن الثقب ينمو بسرعة حتى إنه يستطيع أن يسطع بشكل أقوى آلاف المرات من كل مجرتنا، ويعود ذلك إلى ما فيه من غازات ابتلعها وما يمور به من حرارة.
ويضيف أنه لو كان هذا الثقب الأسود في وسط درب التبانة، لكان ساطعاً بأكثر من عشر مرات قياسا بالقمر، كما أن بوسعه أن يظهر بمنزلة نجمة لامعة بشكل مذهل يحجب النجوم في السماء كافة.
وحظي الاكتشاف العلمي باهتمام عالمي واسع، وذكر كاتب العمود في "نيويورك تايمز"، كارل زيمر"؛ أن الثقب الأسود يستطيع ابتلاع الشمس في يومين فقط، وبالتالي إذا اقترب من مجموعتنا سينذر بفناء البشرية على الأرض.
لكن زيمر؛ استدرك مطمئناً أن الثقب الأسود الذي جرى رصده أخيراً يقع على بُعد سنوات ضوئية من الأرض، ولذلك لا داعي لأن يزعج الناس أنفسهم أو يبدوا أيّ مخاوف.
هذا فيما كان هواة علم الفلك على موعد خلال العام 2018 مع العديد من الظواهر الفلكية الطبيعية من خسوفٍ للقمر وكسوفٍ للشمس واقترانات للقمر مع الكواكب النيّرة وبعض النجوم المعروفة وزخاتٍ للشهب إضافة إلى ظواهرَ أخرى، بإذن الله.
القمر العملاق
شهد الشهر الأول من العام 2018 ظاهرة القمر العملاق في مناسبتين، وقد حدثت الأولى في مطلع الشهر. أما الثانية فوقعت في نهاية شهر يناير. وتتمثل هذه الظاهرة في أن قرص القمر يبدو خلالها أكبر من حجمه العادي نتيجة وجوده على مسافة أقرب نوعاً ما من الأرض فمدار القمر هو مدار اهليجي وليس دائرياً وتتراوح المسافة التي تفصل القمر عن الأرض بين 356.4 ألف كلم حين يكون القمر في أقرب نقطة من الأرض وتسمى الحضيض و406.7 كلم عندما يكون في أبعد نقطة عنها وتسمى الأَوْج.
وعندما وافق اكتمال القمر وجوده في الحضيض أو بالقرب منه، بدى حجمه من الأرض "عملاقا". وهو ما حدث يوم 1 يناير/ كانون ثاني الماضي عندما كان القمر على مسافة 356.565 ألف كيلومتر، وما حدث أيضاً في يوم 31 يناير عندما يكون القمر على مسافة 358.995 ألف كيلومتر. وظاهرة القمر العملاق من هذا النوع (أي أن القمر يكون على مسافةٍ دون 356.5 ألف كيلومتر، ظاهرةً نادرةً نوعا ما ولن تحدث سوى مرتين قبل نهاية القرن الأولى ستحدث يوم 25 نوفمبر 2034 والثانية ستكون يوم 6 ديسمبر 2052 بإذن الله.
تقابل الكواكب
ظاهرة أخرى حدثت خلال 2018 هي ظاهرة التقابل للكواكب الخارجية. وهي ظاهرة لا تحدث إلا للكواكب الأبعد من الأرض عن الشمس وتكون خلالها هذه الكواكب في الاتجاه المعاكس للشمس وفي أقرب مسافة لها من الأرض. وبالنسبة لمشاهدٍ في الفضاء ستبدو الشمس والأرض والكوكب على مستقيم واحد. وعمليا تمثل هذه الوضعية أفضل وقت مناسب لرصد هذه الكواكب الموجودة في هذه الوضعية. وستحدث هذه الظاهرة بالنسبة لكواكب المريخ والمشتري وزحل.
وكان كوكب المشتري العملاق في وضعيةِ تَقابُلٍ يوم 9 أيار مايو القادم أما كوكب زحل بحلقاته الجميلة فكان في هذه الوضعية يوم 26 يونيو حزيران والمريخ في 27 يوليو 2018. وهي مناسبات تسمح للفلكيين الهواة بمشاهدة البقعة الحمراء على كوكب المشتري والحلقات الجميلة حول زحل والفوهات البركانية والحفر النّيزَكية على سطح المريخ. وسيكون الكوكب الأحمر في أقرب نقطة له من الأرض منذ العام 2003 وهي وضعية لن تحدث في المستقبل قبل عام 2035.
كسوف الشمس
لن تحدث خلال العام 2018 الكسوفات الكلية للشمس. ولن تسجل ظاهرة الكسوف الشمسي حضورها سوى بثلاثة كسوفات جزئية وسيستحيل مشاهدتهم في الدول العربية. الأول حدث في فبراير، أما الثاني فحدث في يوليو ولم يشكل حدثا فلكيا بارزا باعتبار أن مشاهدته لن تكون ممكنة إلا في أقصى جنوب استراليا ونيوزيلندا. أما الكسوف الجزئي الثالث للشمس هذا العام فحدث يوم 11 أغسطس.
خسوف القمر
وقد وقع خلال عام 2018 خسوفان كليان للقمر، أولهما في يوم 31 يناير 2018 ، وتعود أهمية هذا الكسوف إلى تزامنه مع حدوث ظاهرة القمر العملاق ووجود القمر على مسافة قريبة نسبيا من الأرض. أما الخسوف الثاني في 27 يوليو .
زخات الشهب
خلال ليلتي أغسطس شهدت السماء زخات شهب البرشاويات وهي أهم زخات للشهب على مدار العام ويمكن عند أوْجِها مشاهدة أكثر من 60 شهابا في الساعة. وتتزامن هذا العام مع ليلة غير مقمرة وهو ما يساعد في رصد عدد أكبر من الشهب.
ومن المنتظر كذلك أن تتألق زخات الشهب المعروفة بالأسديات ليلتي 16 و17 نوفمبر القادم بسبب غياب القمر في تلك الفترة مما يتيح ظلمة مثالية للسماء لرصد الشهب.
مذنب
من المتوقع أن يكون مذنب بي 46 / ويرتانن 46P/Wirtanen منيراً بشكل كاف لرصده بالعين المجردة وسيكون المذنب الأكثر لمعانا خلال السنوات الخمس الماضية. وسيمر هذا المذنب الصغير الذي يدور حول الشمس كل 5.4 سنة، بنقطة الحضيض في مداره (أقرب نقطة له من الشمس) في الثاني عشر من ديسمبر القادم
ظواهر أخرى
خلال العام الحالي حدثت ظاهرة تسمى "القمر الأزرق " وهي ظاهرة لا علاقة لها باللون الأزرق بل تطلق عندما يشهد العالم اكتمال القمر 13 مرة خلال نفس العام عوضا عن 12 مرة في العادة.
وبدى مع نهاية شهر فبراير كواكب زحل والمريخ وكأنها مصطفة في مستقيم واحد وسيتعزز مشهد الاصطفاف الرائع بمرور القمر بداية من يوم 7 آذار قرب الكواكب المذكورة وكأنه يلقي عليهم التحية واحدا واحدا.