واعتبر الزهار ان ما جرى مؤخراً على الساحات العربية من استضافة مسؤولين إسرائيليين في العواصم العربية والتوجه نحو تطبيع علني بأنه "انحراف عن العقيدة الإسلامية، وضرر يصيب القضية الفلسطينية".
وأكد أن الدول العربية باتت الآن "تنسلخ تدريجياً" عن نهج أجدادها وآبائها في تحديد العلاقات والمعاملات مع "إسرائيل"، رغم ما تقوم به دولة الاحتلال من جرائم وسرقة ليس فقط بحق الفلسطينيين وقضيتهم، بل للدول العربية نفسها التي "تركض خلف وهم دولة الاحتلال".
وتابع ان "القضية الفلسطينية باتت عائقاً أمام الدول العربية لتحقيق مشاريعها في التطبيع والعلاقات الرسمية والعلنية مع "إسرائيل"، وزيارة رئيس حكومة الاحتلال لسلطنة عُمان تؤكد أن البوصلة العربية قد انحرفت عن قضية فلسطين".
ولم يستبعد القيادي في حركة "حماس" أن تعترف الدول العربية رسمياً بـ"إسرائيل" كدولة قائمة في المنطقة خلال الفترة المقبلة، مؤكداً أن ذلك "سيكون الخطوة الأخيرة في طريق العلاقات المتصاعدة بين تلك الدول وکیان الاحتلال الذي قرب الوصول لها".
ويزيد: "الدول العربية توقّع الآن الاتفاقيات والمعاهدات السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية العلنية والسرية مع إسرائيل، وبات الأمر واضحاً أمام الجميع بأن دولة الاحتلال لم تصبح عدواً في المنطقة، بل حليفاً قوياً بقرار من العرب".
وحول ما إذا كانت السعودية من ساهمت بفتح باب التطبيع على مصراعيه مع "إسرائيل"، على ضوء وزنها وتأثيرها في الدول العربية، أجاب الزهار: "هذا شيء واضح للجميع وليس سراً، والدول المركزية هي من فتحت باب التطبيع، وموقفها من إسرائيل تُجمع عليه باقي الدول العربية الأخرى وتتأثر به".
وذكر الزهار أن من أحد أكبر مخاطر التطبيع على القضية الفلسطينية هو "تأخير مشروع التحرير"، مؤكداً أن الدول العربية قد أعطت الاحتلال شرعية لبقائه في هذه المنطقة رغم جرائمه بحق الفلسطينيين.
وبعد زيارة نتنياهو لسلطنة عُمان ولقائه بالسلطان قابوس، توقع القيادي في حركة "حماس" أن يزور رئيس الحكومة الإسرائيلية العديد من الدول العربية والإسلامية بصورة علنية وأمام الجميع، للإعلان عن صفحات جديدة من العلاقات.
وحول ملف التهدئة في قطاع غزة أكد الزهار أن أي اتفاق تهدئة في قطاع غزة سيخضع لشروط وتفاهمات المقاومة الفلسطينية، وعلى الاحتلال أن يلتزم بها وينفّذها، موضحاً أن حكومة الاحتلال "تراوغ في ملف تهدئة غزة، وتحاول كسب المزيد من الوقت لتمرير سياستها العدوانية والتصعيدية بما يخدم الدعاية الانتخابية المقبلة داخل دولة الاحتلال".
وذكر الزهار أن قطاع غزة ستبقى مقاومته حاضرة، ومسيرات العودة الكبرى لن تتوقّف أبداً حتى الاستجابة لكافة الشروط التي على رأسها رفع الحصار الكامل عن غزة، وتوفير حياة كريمة لسكانه المحاصرين.
ولفت إلى أن حركة "حماس" تتعامل بكل جدية مع جهود وتحركات الوفد المصري، مشدداً على أن الشروط موضوعة ولن تتغيّر مهما كانت الضغوطات وحملات التصعيد من قبل السلطة الفلسطينية و"إسرائيل" ومن يساندهم.
واتهم القيادي في حركة "حماس" الرئيس الفلسطيني محمود عباس بالسعي لإفشال التهدئة في غزة، والضغط على الدول العربية من خلال الولايات المتحدة و"إسرائيل" لعزل "حماس"، وتشديد الخناق على سكان غزة؛ من خلال الرواتب والكهرباء والمعابر وتهيئة الأجواء للحرب.
وأضاف: "لن نسمح بالاستفراد بقطاع غزة وإبقائه في السجن، وكذلك لن نمنح عباس أي فرصة تساعد على بقائه، وسننزع شرعيته، ولن نسمح أيضاً بمرور خطوته الجديدة التي يسعى من خلالها لحل المجلس التشريعي الفلسطيني"، مؤكداً أن عباس يرتكب "الجرائم" بحق شعبه وتجب محاسبته عليها.
وختم الزهار حواره بالقول: "خلال سنوات قليلة ستتغير الجغرافيا السياسية، والذي يخيف العالم العربي سيختفي تماماً، وتكون هناك دورة حضارية جديدة".