يبحث هذا الكتاب، فى إدانة واضحة للسياسة الأمريكية، فى الدور الرئيسى الذى أدته الولايات المتحدة فى صوغ تلك العقوبات على العراق، التى أسفرت عن وضع قيود صارمة على الواردات العراقية حتى لأبسط السلع الحيوية، من أنابيب المياه إلى منظفات الغسيل إلى لقاحات الأطفال، بذريعة "الاستخدام المزدوج" لهذه السلع وإمكان إفادة العراق منها لتصنيع "أسلحة الدمار الشامل".
ويشرح الكتاب بالتفاصيل، استنادًا إلى الآلاف من وثائق الأمم المتحدة، الداخلية التى أتاحت المؤلفة النفاذ إليها عبر الرابط، ومحاضر الاجتماعات المغلقة فيها، فضلًا عن مقابلات مع دبلوماسيين أمريكيين وأجانب، كيف أن الولايات المتحدة لم تكتفِ بمنع وصول السلع الإنسانية الحيوية إلى العراق فحسب، بل قوضت من جانب واحد أى محاولات للإصلاح، عبر تجاوز مفتشى الأسلحة التابعين لأمم المتحدة، والتلاعب بالأصوات فى مجلس الأمن، بهدف الاستمرار فى العدوان على العراق الذى انتهى بتدمير كل مقوماته المؤسسية والاقتصادية والاجتماعية، العسكرية والمدنية على السواء، يتضمن الكتاب اثنى عشر فصلًا، فضلًا عن المقدمة والمراجع، ويقع الكتاب فى 351 صفحة