وقالت الصحيفة في تقرير لكاتبتها كاترينا مانسون وديفيد بوند من واشنطن، في عددها الصادر اليوم الجمعة: إن "مسؤولين في الاستخبارات الغربية باتوا يشعرون بالقلق من بن سلمان".
وقال مسؤول استخباراتي غربي بارز سابق للصحيفة: "سيكون من الصعب تحت سيطرة بن سلمان أن يكون لدينا نفس القدر من الثقة للعمل مع السعودية في ضوء مقتل خاشقجي الوحشي".
ويرى الكاتبان أن ثقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تراجعت مع تبدل التفسيرات السعودية لمقتل خاشقجي، حيث وصف رد الفعل السعودي بأنه "أسوأ عملية تستر على الإطلاق"، وبدأ يشكك في تأكيد ولي العهد الشخصي له في عدم الضلوع في الحادث.
وترى الصحيفة أن "تداعي الثقة، الواضح علناً، يتناقض تماماً مع العلاقة الوثيقة السرية التي ربطت بين وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) والاستخبارات البريطانية إم آي 6 مع الأمير محمد بن نايف (ولي العهد السابق)".
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين استخباراتيين غربيين، حاليين وسابقين، أن الأمير محمد بن نايف، الذي حل محمد بن سلمان محله، عمل بصورة وثيقة مع المسؤولين الأمنيين الغربيين على مدى ما لا يقل عن عقدين، والكثيرون كانوا يشعرون بالقلق إزاء ولي العهد الجديد "الطموح العنيد".
وتقول الصحيفة إن الشكوك حول ولي العهد السعودي تعمقت مع الدفع ببلاده للتدخل في اليمن، وعندما تزعم الشقاق والخلاف مع قطر، وعندما اشترك في "عملية غريبة" لإجبار رئيس الوزراء اللبناني على الاستقالة، ما دعا الكثير من المسؤولين الغربيين لنعته بالـ "أرعن".
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أكدت أن لدى جهاز الاستخبارات في الولايات المتحدة (CIA) أدلة بقرائن تؤكد تورط بن سلمان بقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية في مدينة إسطنبول التركية مطلع أكتوبر الحالي.
وأوضحت الصحيفة، الخميس، أن الاستخبارات الأمريكية مقتنعة بأن بن سلمان مسؤول "بشكل مباشر" عن مقتل خاشقجي.
والسبت الماضي، أقرّت الرياض بمقتل خاشقجي داخل قنصليّتها في إسطنبول، على أثر "شجار"، بعد صمت استمرّ 18 يوماً، لكن عادت وأقرّت يوم الخميس، أن الحادثة تم التخطيط لها مسبقاً.
ولاحقاً أعلنت الرياض توقيف 18 سعودياً للتحقيق معهم على ذمة القضية، في حين لم تكشف بعد عن مكان جثمان خاشقجي.
والصحفي السعودي عُرف بمواقفه المعارضة لسياسة ولي العهد، وقد قرر مغادرة المملكة إلى الولايات المتحدة بعد حملة اعتقالات طالت نشطاء وعلماء وأمراء عارضوا بن سلمان.