للكاتب والمؤلف الدكتور محمد الغيلاني. يقع الكتاب في 384 صفحة ،تمت طباعته لاول مرة في م 2004 وذلك من قبل دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع في بيروت . يحاول المؤلف في هذا الكتاب تقديم رصد شامل لمراحل وانتقالات هذا المفهوم عبر تاريخ التفكير الفلسفي والاجتماعي والسياسي ، اي رصد لصراعاته وطموحاته ، ولم يغفل المؤلف الى اهمية التعريف او التعاريف التي قد تكون صاغتها هذه المدرسة الفكرية او تلك، عبر منهج تحليلي وتعريفي ضمني للمفهوم ، وبهذا المعنى لم يتم التطرق في هذا الكتاب على اصول المفهوم وجذوره الفلسفية وحسب ، بل تضمن اشكالية وجودية تعمل بحدة في الاسئلة الوجودية لمفهوم المجتمع المدني، لماذا المجتمع المدني ، و كيف ينهض و ينبعث، وكيف يخبو ويضمحل، وماهي محفزات وعوامل النهوض والاضمحلال فیه، ولماذا الحاجة اصلا للمجتمع المدني؟ وعلى أساس ذلك يمكن اعتبار الفصل الاول مقدمة ومدخلا للبحث . في حين وضع الفصل الاخير بمنزلة الخاتمة لما يتضمنه هذا الکتاب من تكثيف للتوجهات المعاصرة في مفهوم المجتمع المدني، ولما يتضمنه من خلاصات واستنتاجات وتساؤلات تفتح على مسارات بحثية جديدة للتنظير في مفهوم المجتمع المدني . 

 اشتمل الكتاب على مقدمة وسبعة فصول، اعتمد المؤلف في الفصل الاول منه دراسة اصول المجتمع المدني وقسمه الى سبعة اقسام . اما الفصل الثاني فخصصه الى اساطير التأسيس من حالة الطبيعة الى التعاقد الاجتماعي في المجتمع المدني وقسمه على اربع مراحل . اما الفصل الثالث فتطرق الى المجتمع المدني في الانتروبولوجيا الفركسونية وشمل على ستة محاور ، والفصل الرابع  من الکتاب يشير الى المجتمع المدني في الفلسفة الهيغلية وتناولها بالنقد والتحليل ، اما الفصل الخامس كان تحت عنوان المجتمع المدني ضد المجتمع المدني . اما الفصل السادس من الكتاب فيشير الى وظائف المجتمع المدني في النظرية النقدية ، و الفصل السابع والاخير تناول المجتمع المدني كرؤية معاصرة .