يقع الكتاب في 486 صفحة وتمت طباعته لاول مرة في عام 2009 وذلك من قبل دار الهادي للطباعة والنشر والتوزيع ، يهتم هذا الكتاب بظاهرة منهجية تطبع الخطاب الفلسفي العربي الاسلامي اي ظاهرة الازدواجية، بالاضافة الى ربط هذه الازدواجية وأثرها بالفكر الفلسفي العربي الاسلامي المعاصر ، كما يحاول واستنادا الى المعطيات التاريخية المتوفرة على حياة الفلاسفة وعصرهم العثور على الظواهر السياسية والاجتماعية والثقافية التي كرست هذه الظاهرة في فكر فلاسفة الاسلام ، وقسّم المؤلف كتابه الى بابين رئيسيين حيث خصص الباب الاول منه الى موضوع تحديد البيئة الفكرية المؤسِسة للفلسفة العربية الاسلامية وقد اشار ضمن تناوله لموضوع البيئة الى أثر المتكلمين والمترجمين في تأسيس الفلسفة العربية الاسلامية، كما تناول ضمن هذه البيئة أثر الحكام في صياغة الفلسفة الاسلامية وتوجيهها ، وللمزيد من الوضوح حاول المؤلف اضاءة معاني مفاهيم المنهج والاشكالية والتأويل والتراث وخيوط العلاقة بين هذه المفاهيم وكيفية ترابطها نسيجا دلاليا يعبر عن حال ثقافي قائم في ساحة الخطاب الفلسفي العربي المعاصر، ثم حاول المؤلف في هذا الباب تسليط الاضواء علی بعض النتاج الفلسفي والوعي المنهجي في الفکر العربي المعاصر .

وانطلاقا من المعطيات التي حصل عليها المؤلف في الباب الاول من الكتاب حاول في الباب الثاني والثالث ان يقوم بتطبيق تلك المعطيات على فكر بعض فلاسفة العرب المعاصرين، وقد حدد منهجية الاختيار لهؤلاء الفلاسفة وفاقا مع احتياج البحث لكل شخصية تثري بحثه في هذا الكتاب ، وقام المؤلف في الباب الثالث بدراسة بعض رواد المناهج الفلسفية من الفلاسفة المعاصرين ممن أقدموا على بلورة اسلوب منهجي ، ثم تعرض في فصوله الى أبرز الشخصيات المنهجية الفلسفية والتي نهضت بدور تأويلي للتراث كما تبناها او مثلها فلاسفة ومفكرون عرب معاصرون .