يعتبر هذا الكتاب محاولة جادة للوصول الى نتائج معينة حول الحريات عموما ، وحول الحرية الفكرية والسياسية في ظل الدولة الاسلامية خصوصا  ، حيث يسلط الضوء على موضوع الحرية الفكرية من وجهة نظر الدين الاسلامي وتشريعاته الفقهية في هذا المجال ويتابع المؤلف بحثه هذا عبر الايات القرانية والنصوص الشريفة الى ان يثبت ان الحرية الفكرية الملتزمة هي من نبع الدين ولايوجد اي تعارض بينها وبين الدين حسب الروايات والادلة والبراهين ، وجعل المؤلف کتابه هذا في فصول خمسة وخاتمة ، وعنون فصله الاول بـ : نظرة عامة حول الحرية ، اما الفصل الثاني فيهتم بالحرية الفكرية في الاسلام ، ويهتم الفصل الثالث بقضية الردة في الاسلام ، ويستعرض الفصل الرابع من الكتاب موضوع الحرية السياسية ومشروعية المعارضة الاسلامية في ظل الحكم الاسلامي ، اما الفصل الخامس والاخير فيشير فيه المؤلف الى مسألة حرية الاقليات في ظل الحكم الاسلامي.

يقول المؤلف حول الحرية في مستهل مقدمة الكتاب : الحديث عن الحرية حديث جميل ولانه كذلك يحب كل أمرئ منا ان يتحدث عنها وان يتغنى بها وينشد فيها الاشعار وهو حديث استهوى الفلاسفة ايضا وصار لهم فيه حديث يطول حتى كأنه لن ينتهي ، وليس من البعيد ان يكون البحث قديما قدم الانسانية لأنه من اللحظة الاولى التي وجد فيها الانسان على الارض ،  و یضیف المؤلف في مقطع آخر : لا الحرية خارج ارادة الله تعالى لان مسألة الدين والارتباط بالله تعالى كان امرا جليا تماما على مايؤكد ذلك القرآن الكريم .