وقال الكاتب في صحيفة "واشنطن بوست"، ديفيد إغناتيوس في مقال له، إنه أجرى مقابله مع الأمير تركي الفيصل، أوضح فيها أنه بالرغم من أنه "مصدوم" من فقدان الرجل الذي حماه طويلا، -ويقصد خاشقجي- إلا أنه يقف وراء الملك سلمان وولي العهد خلال فترة الأزمة هذه.
ووفقا لما نقله "إغناتيوس" فقد صرح "تركي" له قائلا: "الناس الذين يعتقدون أنه سيكون هناك أي تغيير في الاستخلاف، هم على خطأ"، مشيرا إلى أنه دحض بهذه التصريحات كل التكهنات والشائعات بأن محمد بن سلمان قد يُنحَى عن ولاية العهد، بسبب ادعاءات مفادها أنه أجاز العملية التي أدت إلى مقتل خاشقجي، وفقا لما أورده الكاتب.
وأضاف تركي: "كلما كان هناك انتقاد أكثر لولي العهد، كان أكثر شعبية في المملكة"، مستطردا: "إذا قمت بإجراء استطلاع رأي بين السعوديين اليوم، فستجد أنه أكثر شعبية مما كان عليه قبل أسبوعين. هذا لأن السعوديين يشعرون أن زعيمهم يتعرض لهجوم غير عادل في وسائل الإعلام الأجنبية. وهذا يصح في العائلة المالكة أيضا. إنهم يشعرون أن هذا هجوم على المملكة العربية السعودية والعائلة المالكة، وليس محمد بن سلمان، وفقط".
وعلق الكاتب على انطباعات تركي الفيصل حول شعبية ابن سلمان، بالقول إنه لا توجد طريقة للتحقق من ادعاءات الدعم الشعبي لمحمد بن سلمان، لكن من اللافت أن يُعبر عن وجهة النظر المؤيدة للقصر من قبل تركي، الذي يتكلم بصفته رئيس استخبارات سابق وسفيرًا في لندن وواشنطن عن فرع من العائلة المالكة.
وجاءت تصريحات تركي الفيصل عشية صدور بيان للرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي اتهم السعوديين بارتكاب "جريمة قتل فظيعة"، لكنه لم يكشف عن أي دليل جديد يؤكد أن الرياض نفذت عملية قتل متعمدة.
ونقل "إغناتيوس" أنه تحدث إلى تركي الفيصل، مساء الاثنين الماضي، في مقر إقامته في ماكلين بولاية فرجينيا لمدة 90 دقيقة.
وقال تركي: إن خاشقجي قد لفت انتباهه لأول مرة في عام 1988، بعد أن قام الصحفي برحلة إلى أفغانستان مراسلا لصحيفة "عرب نيوز"، التي تتخذ من الرياض مقرا لها. في ذلك الوقت، قال تركي: "لم يكن لديه أي علاقة مع المخابرات السعودية، وحتى على مستوى أدنى". ولكن عندما أصبح خاشقجي محرراً لـ"عرب نيوز" في التسعينيات، التقى به تركي الفيصل.
في السنوات الأخيرة، "تكرَم" تركي على خاشقجي، وفقا لما أورده الكاتب، إذ قام بتعيينه مرتين محررا لصحيفة الوطن، المملوكة للعائلة، وإحضاره إلى لندن وواشنطن مستشارا إعلاميا عندما أصبح تركي سفيراً. "كان إنسانا محبوبا، بروح مرحة رائعة، وكان صحفيًا صاخبًا. لقد كان جادا في مهنته". وقد باعدت الأحداث والمواقف بين الرجلين منذ أربع سنوات، حسب شهادة تركي، وهذا جزئياً بسبب اختلاف وجهات النظر حول جماعة الإخوان المسلمين.
ورأى "إغناتيوس" أن العائلة المالكة السعودية تدور حول عرباتها في أوقات الأزمات، وقد أشار إلى أن هذه اللحظة الحرجة لا تختلف عن غيرها. كما نقل عن الأمير تركي الفيصل، وختم حديثه بالقول: "أحيانا في الموت، يحقق الناس أهدافًا تبدو مستحيلة، ساذجة حتى في الحياة. مهما حدث مع محمد بن سلمان، ستكون المملكة العربية السعودية مختلفة بسبب مقتل خاشقجي"، حسب تعبيره.