شاركوا هذا الخبر

وجهة نظر في خطاب أردوغان

تركيا - الكوثر: العالم كله استمع الى خطاب الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، الذي جاء على خلاف ما كان يتوقعه اغلب المراقبين الذين زاد من توقعهم هذا اردوغان نفسه الذي اعلن قبل الخطاب انه سيكشف عن خفايا الجريمة ويقدم رواية تختلف عن الرواية المنشورة لها ، ولم تكن هناك من رواية غير تلك التي قدمتها السعودية عن الجريمة، التي حصلت بسبب شجار.

وجهة نظر في خطاب أردوغان

اهم ما قاله اردوغان، والذي خالف الرواية السعودية، هو ان الجريمة لم تكن بسبب شجار عارض،  بل كان مخططا) لها من قبل، دون الاشارة او حتى التلميح بوجود تسجيلات مرئية او صوتية، اواي دلائل حسية اخرى، يمكن ان تؤيد ما ذهب اليه من استنتاج؟

قيل الكثير عن خطاب اردوغان، ولن نمر على ما قيل لكثرته، ولكن من الواضح ان الرئيس التركي نجح ، بما يمتلكه من براغماتية معروفة عنه، في ادارة قضية مقتل خاشقجي، بل وحتى توظيفها لصالح بلاده، دون ان تنال من سمعة واظهارها بمظهر من تسعى  للحصول على امتيازات من وراء دم خاشقجي.

رغم انه ليس هناك من دليل يؤكد حقيقة ان مضمون خطاب اردوغان كان سيكون غير ذلك ، لولا زيارة مديرة وكالة الاستخبارات الامريكية جينا هاسبل المفاجئة الى تركيا، ولقائها بالقيادة التركية، فالزيارة  حالت كما يبدو دون ان يكشف الرئيس التركي عن بعض خفايا الجريمة، في محاولة امريكية، لابعاد ما أمكن ، الشبهة عن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.

الرئيس التركي، في كل الاحوال، ما كان سيكشف كل خفايا الجريمة  خلال خطابه، حتى بدون زيارة هاسبل ، وذلك للاحتفاظ بأوراق ضغط يستخدمها في التعامل مع امريكا والسعودية، فمع الاولى في قضايا تتعدى الحظر المفرض على تركيا الى الوضع في شمال سوريا وخاصة منبج والاكراد بشكل عام .

اما مع الثانية، فان اردوغان يتمنى اليوم قبل غد ان يتخلص من ابن سلمان، ولكن في حال تمسك ترامب به من اجل تنفيذ مخططاته ضد ايران كفرض الحظر عليها من خلال اغراق السوق بالنفط، وكذلك من اجل تصفية القضية الفلسطينية عبر ما بات يعرف بصفقة القرن، واستمرار تدفق المال السعودي الى عجلة الاقتصاد الامريكي، فانه، اي اردغان، سيحتفظ  والحالة هذه في جعبته على بعض اسرار الجريمة، لتبقى سيفا مشرعا لمواجهة  ابن سلمان، الذي سيكون مضطرا لتلبية مطالب اردوغان، وهي بالتأكيد مطالب اقتصادية لمعالجعة الوضع الاقتصادي المتردي لتركيا، كما سيتمكن من تطويع ابن سلمان والحد من اندفاعه و تهوره، وقد بدات بوادر هذه السياسة بالظهور من الان، وذلك عندما امتدح ابن سلمان ولاول مرة منذ اندلاع الازمة مع قطر، امتدح الاقتصاد القطري  امام مؤتمر الاستثمار في السعودية، وهي رسالة كانت موجهه الى اردوغان، الحليف القوي لقطر، قبل ان تكون موجهة الى القيادة القطرية.

كل ما نشهده من تصريحات لمسؤولين غربيين حول وقف صفقات الاسلحة وفرض حظر على السعودية، لن تجد طريقها للتطبيق على ارض، ما دام ترامب، يرى في ابن سلمان، اداة طيعة لتنفيذ كل مخططاته في المنطقة، فكل الضجة التي اثيرت وتثار الان، سوف تنتهي بمعاقبة عدد من “عناصر الامن غير المنضبظة ” ، وهو ما فهمه ابن سلمان، عندما  ظهر واثقا من نتيجة كل تلك الضجة، وهو يتحدث بلغة الرجل القوي خلال مؤتمر الاستثمارالمنعقد في الرياض، عن جريمة خاشقجي وانه سيعاقب المتورطين فيها، بعد ان صام اكثر من اسبوعين عن الكلام.

شفقنا - منيب السائح

أهم الأخبار

الأكثر مشاهدة