ويضيف الكاتب أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، لا يعمل على تشويه سمعته فحسب، بل إنه قد يتسبب في تدمير السياسات الأميركية في المنطقة.
ويشير إلى أن قضية مقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في إسطنبول مطلع الشهر الجاري استحوذت على اهتمام البيت الأبيض والمسؤولين الأميركيين ووسائل الإعلام الأميركية بشكل يفوق ما جرى من اهتمام بقضية مونيكا لوينسكي في 1998.
ويرى كوك أن هناك أسبابا وراء هذا التركيز الكبير على قضية مقتل خاشقجي، من بينها أنه كان يعمل لدى صحيفة أميركية، بالإضافة إلى العلاقة بين إدارة الرئيس الأميركية دونالد ترامب والسعودية، وخاصة مع بن سلمان.
ويضيف أن هذه العلاقة من شأنها أن تضفي قدرا كبيرا من الانحياز غير النزيه لصالح السعودية، رغم أن عددا من الجمهوريين البارزين يرغبون بشدة في فرض عقوبات مشددة على السعودية.
ويقول الكاتب إن الدافع الآخر وراء التركيز المكثف على قضية خاشقجي يتمثل في كونها تثير أسئلة مثيرة للقلق بشأن حجم تأثير الرياض على النخب في واشنطن.
ويرى أيضا أن هذه القضية تعمق الجدل القائم إزاء الحكمة من وراء ربط واشنطن علاقات وثيقة مع ولي العهد السعودي، الذي على ما يبدو أنه طائش ويفتقر للحنكة السياسية، إذ بالإضافة إلى قتل خاشقجي فإنه أقدم على اغتيال السياسة الأميركية في الشرق الأوسط.
ويشير إلى النهج الذي تبنته إدارة ترامب إزاء منطقة الشرق الأوسط، والذي حازت بفضله السعودية وبن سلمان على مكانة بارزة لدى واشنطن، حيث بادر السعوديون لتقديم دعم لا محدود لترامب بعد أن تعهد بالالتزام بوعوده الانتخابية.
ويشير الكاتب إلى العلاقة بين جاريد كوشنر (37 عاما) كبير مستشاري ترامب وولي العهد السعودي الذي لم يتجاوز 33 عاما، ويقول إنه بينما يفتقر كوشنر للخبرة الدبلوماسية، فإن بن سلمان أبعد ما يكون عن دواليب الدبلوماسية الدولية.
ويقول الكاتب إنه على الرغم من الدعم السعودي للولايات المتحدة فإن السعودية لم تكن سوى مصدر إزعاج، مضيفا أنه رغم الإصلاحات التي يقوم بها بن سلمان فإن بلاده تواجه في عهده موجة من القمع غير المسبوق، وأن تعطشه للقوة والحكم من شأنه أن يزعزع استقرار بلاده.
وأما على مستوى السياسة الخارجية، فيقول الكاتب إن الرياض ليس لديها أي إنجازات، بل إنها دخلت في جدال مع كندا بشأن تغريدة، الأمر الذي جعل الرياض تبدو مثيرة للشفقة وضعيفة خلافا لما أرادت إظهاره للعالم.
ويختتم بأنه يبدو أن السعوديين يصرون على أن يثبتوا للعالم أنهم لا يتمتعون بالكفاءة، وأنهم متكبرون وجاهلون بأسس الحكم ويتملكهم اعتقاد خاطئ بشأن عظمتهم، داعيا إياهم إلى التصرف كأشخاص بالغين.