والرجل، التابع مُباشرةً رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، سمح لنفسه بالخروج عن قواعد اللعبة والتحدّث بحريّة إلى وسائل الإعلام، ربمّا بسبب الصداقة الوطيدة بينه وبين نتنياهو، وربمّا لأنّه تناول التهديد الصاروخيّ الإيرانيّ علمًا أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ يبذل جهودًا مكثفةً لشيطنة النظام في طهران، وإلصاق تهمة الإرهاب به، وبالتالي فإنّ حديث صديقه رئيس الموساد يخدم أجندته السياسيّة.
وفي هذا السياق، أفاد موقع (YNET) الإخباريّ-العبريّ، التابع لصحيفة (يديعوت أحرونوت)، وهي من أكثر الصحف الإسرائيليّة انتشارًا، أفاد أنّ رئيس الموساد يوسي كوهين ألقى خطابًا نادرًا في إطار يوم نقاش لشعبة الموازنات التابعة لوزارة المالية في مباني “الأمة” في القدس الغربيّة، تطرّق خلاله إلى التهديد الإيرانيّ وقال إنّ طهران تسعى للتوسع والوصول إلى كل أنحاء المنطقة.
وأضاف رئيس الموساد، الذي يُلقّب في تل أبيب بـ”عارِض الأزياء”، أضاف قائلاً إنّه من ناحيتنا، أحد الأهداف المركزيّة هو إخراج إيران من الشرق الأوسط، على حدّ تعبيره، مؤكّدًا في الوقت عينه على أنّ إيران تتواجد بقوّةٍ على الحدود اللبنانيّة عبر منظمّة حزب الله، وهي تتواجد بقوّةٍ على الحدود مع سوريّة، وأيضًا تتمركز أكثر فأكثر داخل العراق سياسيًا وعسكريًا، على حدّ قوله. وأضاف رئيس الموساد أنّ سيطرة إيران على العراق تضع "إسرائيل" في وضع تصل فيه إيران عن طريق العراق وسورية ولبنان إلى ما اعتبره (الهلال الشيعيّ) لتشكيل تواصلٍ جغرافيٍّ يعتقدون أنّه ممكن، لولا أنّ الولايات المُتحدّة قامت بتغيير سياستها تجاه النظام الإيرانيّ المُتوسّع في الشرق الأوسط، على حد تعبيره.
وبحسب كلام كوهين، فإنّ الرؤية الإيرانية التي تُسمى “الهلال الشيعي” ممكنة عبر السيطرة الإيرانيّة على العراق، مؤكّدًا أيضًا على أنّ الجمهوريّة الإسلاميّة في إيران تُشكِّل من ناحية الدولة العبريّة المُكوّن الأساسيّ في برنامج عمل تل أبيب، وأشار أيضًا في معرِض حديثه إلى أنّه إذا لم تدفع "إسرائيل" إيران من الشرق الأوسط، فإنها ستصِل إلى توسُّعٍ غيرً مضبوطٍ للقوات الإيرانيّة في منطقة الشرق الأوسط، طبقًا لأقواله.
هذا، وأكّد رئيس الموساد كوهين على أنّ هذه المسألة تُزعِج أيضًا دولاً أخرى في المنطقة تتحدّث مع الولايات المتحدة الأمريكيّة، بعضها يُصنِّف إيران بأنّها التهديد المركزيّ الوجوديّ، الأمر الذي يفرض على العالم كلّه أنْ يكون متيقظًا له والبت في معالجته بشكلٍ مناسبٍ، قال كوهين.
هذا، وشدّدّ الموقع العبريّ في سياق تقريره على أنّ رئيس الموساد حذّر في خطابه من القدرات العسكريّة للنظام الإيراني وقال في هذا الموضوع إنّه لدى إيران قدرةً صاروخيّةً بعيدة المدى لا يستهان بها، وقادرة على أنْ تُغطّي أجزاءً واسعةً من منطقة الشرق الأوسط، مؤكّدًا على أنّ هذا هو بالتأكيد أحد التهديدات المركزيّة لدولة "إسرائيل".
من جهة أخرى، ذكر الموقع العبريّ، أنّ رئيس الموساد أثنى على الرئيس الأمريكيّ دونالد ترامب وعلى سياساته الهجوميّة ضد إيران وقال إنّ الرئيس ترامب ووزارة الخارجية الأمريكيّة كتبا نظريةً جديدةً ضدّ إيران، وفيها يأخذان بالحسبان كلّ ما ينبغي القيام به لكي تعود إيران إلى مكانها أوْ إلى موقعها الصحيح داخل الشرق الأوسط، على حدّ تعبيره.
وبحسب كلام كوهين، فإنّ تغيير سياسات ترامب ضدّ إيران هو أمر جيّد جدًا "لإسرائيل"، مؤكّدًا على أنّ الانسحاب الأمريكيّ من الاتفاق النووي مع إيرام من قبل واشنطن في أيّار (مايو) الماضي، يُمثّل أيضًا الموقف الإسرائيليّ الرسميّ من التهديد الإيرانيّ، طبقًا لأقواله.