وقال الكاتب " نيكولاس كريستوف" في مقال له نشرته الصحيفة الأسبوع الماضي، إنه يشعر بغضب شديد من سماع تقارير عن فريق ملكي من السفاحين ضربوا الصحفي السعودي داخل قنصلية بلاده، ثم خدروه وقتلوه ثم قطعوا أوصاله بمنشار عظام، مبينا انه غاضب بنفس القدر من رد الفعل "البائس" للبيت الأبيض، على تلك الحادثة.

وأضاف الكاتب ان " ترامب ندد في الماضي مرارا وتكرارا بالرئيس السابق باراك أوباما لانحنائه أمام ملك سعودي، لكنه اليوم لا ينحني أمام ملك فقط، بل ينبطح أمام أمير مجنون، في إشارة إلى ولي العهد السعودي"، مبينا ان "هناك علاقة تربط أربعة على الأقل من القتلة المزعومين بمحمد بن سلمان".

وأوضح أنه "في حال صحت التقارير، فقد حدث ما حدث جزئيا لأن مسؤولين أمريكيين وآخرين كثيرين في غمرة إقبالهم على بن سلمان، مكنوا حاكما متهورا وساعدوه في الوصول للسلطة والانفراد بها، وجعلوه يعتقد أنه قد ينجو بأية فعلة كانت".

وتابع كريستوف قائلا إن "بن سلمان هاجم اليمن، مسببا ما اعتبرته الأمم المتحدة أكبر أزمة إنسانية في العالم، كما أثار أزمة مع قطر، وخطف رئيس وزراء لبنان، وسجن مدافعات عن حقوق النساء وابتزّ رجال الأعمال، ولم تكن هناك أية عواقب، وإذا استطاع بن سلمان فعل كل هذا وظل يلقى الاستحسان والتوقير في أمريكا، فلا عجب أن يعتقد أن باستطاعته النجاة بتقطيع أوصال صحافي مثير للمشاكل".

وأشار إلى ان "بن سلمان غش الأمريكيين، فهو يقول كثيرا من الأشياء الجميلة، لكنه لم يوف بوعده بشراء أسلحة بقيمة 110 مليار دولار، ولم يدعم خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط، ولم يتمكن من طرح شركة البترول السعودية أرامكو للاكتتاب العام، باختصار، الأمير المجنون ليس همجيا فقط، بل هو أيضا غير كفء ولا يمكن الاعتماد عليه، فهو لا يخدم مصالحنا بل يضر بها، بالفعل، إحدى مخاوفي أنه سيحاول جرنا إلى حرب مع إيران".

وأكد أن "ترامب أصبح دمية للمملكة ومدافعا عنها، عندما قال ( قتلة مارقين) قد يكونون وراء ما يبدو أنه حادثة قتل، وبعدها أرسل ترامب وزير خارجيته مايك بومبيو في مهمة مشبوهة ليشكر الملك السعودي على التزامه بإجراء تحقيق شامل وشفاف في قضية خاشقجي".

وختم بالقول إنه "ينبغي على ترامب أن يتوقف عن الاشتراك في عملية التستر، وينبغي عليه أن يدعو إلى تحقيق دولي تدعمه الأمم المتحدة كما ينبغي عليه أن يبين للعائلة المالكة السعودية أنها إن أرادت دوام العلاقة مع أمريكا، فإنها تحتاج إلى ولي عهد جديد، وليس إلى جزار".

إن آر تي