جمال خاشقجي دخل ولم يعد؛ وما بين الدخول واختفاء الاثر مجموعة اكاذيب سعودية  كبيرة ساقها النظام الملكي لاخفاء جريمته، لم تصمد امام المنطق والواقع، ليعود ويعترف مرغما.

الكذبة الاولى تمثلت في أن الرجل خرج من القنصلية بعد دخولها بعشرين دقيقة؛ ولم تستطع الرياض توفير مشاهد لخروجه منها، مدعية ان كاميرات المراقبة كانت متوفقة في حينها وبعضها معطل داخل القنصلية. لا بل ان ولي العهد محمد بن سلمان قال في الخامس من الشهر الجاري أنّ خاشقجي غادر المبنى. فهل ان القنصل يستطيع ان يزور معلومات لبن سلمان حول مصير خاشقجي؟

الكذبة الثانية، اصرت الرياض على مدى ثمانية عشر يوما،على انها لا تعرف شيئاً عن مصير خاشقجي. وبعد ذلك، اعترفت انه قتل بداخل القنصلية؛ فمن هي هذه الدولة التي يستلزمها هذه الوقت حتى تعرف ما جرى داخل قنصليتها؟

الكذبة الثالثة، اكدت تسجيلات رسمية، قتل خاشقجي فور دخوله القنصلية وتقطيع جثته. وجاء البيان الرسمي للسعودية ليقول ان الرجل توفي جراء شجار، اي انه لم يقتل.

الكذبة الرابعة كانت اعلان الرياض ان من قتل خاشقجي حاول التكتم على الامر، مع العلم ان جميع المتهمين، مقربون من بن سلمان وبعضهم من مرافقيه الشخصيين، وبعضهم عسكريون، وغير مسموح لهم الخروج من المملكة من دون اذن يبررون فيها بشكل دقيق سبب خروجهم، وبطبيعة الحال يستحيل ان يتصرفوا بامر دون  علم او امر مباشر من بن سلمان. واذا كانت الراوية السعودية حاولت التبرير بان الفريق، جاء ليتفاوض مع خاشقجي على العودة الى السعودية، فما هي علاقة رئيس قسم التشريح الطبي صلاح الطبيقي في المفاوضات والمتهم الرئيسي بتقطيع جثته؟