وأضاف كريستوف: “بعد أكثر من أسبوعين من وفاة خاشقجي، أعلنت السعودية سلسلة من الأكاذيب الجديدة عن مقتله، بطرق تهين ذكرى جمال وتهين ذكاءنا، فلقد ادَّعت السعودية أن خاشقجي تُوفي نتيجة شجار!”.
ويتساءل: “حقاً؟ أي قتال عنيف هذا والتقارير تؤكد أن الفريق الأمني المكلف باغتياله جلب معه منشار عظام حتى يتمكنوا من تقطيعه؛ بل إن بعض الروايات تشير إلى أنه تم تقطيع أوصاله وهو لا يزال على قيد الحياة!”.
ويرى الكاتب الأمريكي أن “ما تقوم به السعودية هو محاولة تقديم كبش فداء في قضية مقتل خاشقجي، الذي قُتل وعُذِّب وقُطِّعت أوصاله، في وقت يسعى الرئيس دونالد ترامب للتقليل من هذه القضية”.
واعتبر أن هذه الأكاذيب السعودية غير قابلة للتصديق، وأنها تؤكد من جديد أنه لا يمكن التواصل مع شخص مثل محمد بن سلمان، كما أنها تؤكد أن الولايات المتحدة، ومن خلال هذه الرواية، تسعى للتستر عليه.
وقال الكاتب: إن “ترامب الآن أمام اختبار جدي، وعليه أن يكون على قدر المسؤولية، وألا يقبل هذه الأكاذيب السعودية ويتستر على بن سلمان؛ وذلك للحفاظ على شرف الولايات المتحدة وكرامتها”.
ويقول كريستوف إن على أمريكا أن تفعل التالي:
1- بما أن الحادث وقع في دولة عضو بحلف الناتو، فإنه ينبغي لدول الناتو أن تسعى بشكل مشترك، لتحقيق دولي تدعمه الأمم المتحدة.
2- يجب على دول الناتو أن تنسق وتطرد السفراء السعوديين.
3- يجب على دول حلف شمال الأطلسي وقف جميع مبيعات الأسلحة، ومن ضمنها قِطع الغيار الخاصة بالطائرات.
4- يجب على إدارة ترامب أن تضغط من أجل المطالبة بالإفراج عن السجناء السياسيين كافة في السعودية، مثل رائد بدوي المحكوم عليه بالإعدام، ولُجين الهذلول، وأيضاً أن تسمح السعودية لعائلة جمال خاشقجي بمغادرة السعودية.
5- على الولايات المتحدة أن توضح للعائلة السعودية الحاكمة، بهدوء، أن الأمير “المجنون” قد ذهب بعيداً، ليس في موضوع اغتيال خاشقجي، وإنما أيضاً في حربه باليمن وحصاره قطر واختطافه رئيس وزراء لبنان، وسوف تكون يده ملوَّثة للأبد، فهو قاتل يجب ألا يكون رجل دولة، وأن يوضع في زنزانة بالسجن؛ ومن ثم يجب استبداله، وهناك سابقة في هذا الشأن، حيث أجبرت العائلة المالكة الملك سعود على التنازل عن العرش لأخيه الملك فيصل.
وختم الكاتب مقاله بالتحذير من سعي ولي العهد السعودي، خلال الأيام المقبلة، لافتعال حادثة بهدف توجيه الأنظار بعيداً عن قضية خاشقجي، كأن يشن عملاً عسكرياً مفتعلاً في مياه (الخليج الفارسي) ضد إيران، لإجبار الولايات المتحدة على التدخل؛ ومن ثم فإن على البيت الأبيض أن يوضح للسعوديين أننا لن نسمح لهم بجرنا إلى حرب مع إيران.